وزير الري: نعمل على تطوير المنشآت المائية ومنظومات الري ووصول المياه لكل مزارع دون مشاكل    ارتفاع بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ البيضاء والبيض الخميس 4 يوليو 2024 بالأسواق    أول تعليق من نجيب ساويرس على تعيين هالة السعيد مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية    مفاجأة من وزير التموين للمواطنين بشأن الدعم على البطاقات التموينية (فيديو)    المغرب والاتحاد الأوروبي يوقعان على برنامج لدعم التعليم العالي    متظاهرون داعمون لغزة ينهون اعتصاما في حرم أكبر جامعة بكندا    شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المُستمر على قطاع غزة    مع تصاعد الحرب في غزة ولبنان.. الشرق الأوسط يجلس على برميل بارود    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 39    أول تعليق من توفيق عبدالحميد بعد تعرضه لوعكة صحية..ماذا قال؟    6 نصائح للعناية بالأسنان والحفاظ عليها من التسوس    «هيئة الدواء» تسحب عقارا لعلاج السكر من الصيدليات.. ما السبب؟    «المصري اليوم» تقود سيارة كهربائية في شنغهاي: مصر سوق واعدة    وزيرا خارجية السعودية وأمريكا يستعرضان هاتفيا التطورات في غزة    ملف يلا كورة.. قائمة الأهلي.. تعثر الزمالك.. وموقف بيراميدز من المنتخب الأولمبي    زيدان يكشف عن اللاعبين المنضمين لمنتخب مصر الأولمبي في رحلتهم إلى باريس    الأهلي يبحث عن انتصار جديد أمام الداخلية بالدوري    عبد الرحيم علي يشكر الوزراء والمحافظين الذين غادروا مواقعهم    إصابة طفل وانهيار جزئي لعقار مجاور.. تفاصيل سقوط عقار بالحي القبلي في شبين الكوم    مصرع طفلين شقيقين غرقا في كفر الشيخ    العثور على شاب مصاب بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    عبدالرحيم علي يهنئ المحافظين الجدد ونوابهم    عمرو أديب الزمالك «نمبر وان».. وكريم عبدالعزيز يرد: أنا اهلاوي مجنون (فيديو)    قصواء الخلالي: الحكومة الجديدة تضم خبرات دولية ونريد وزراء أصحاب فكر    ميمي جمال: أنا متصالحة مع شكلي وأرفض عمليات التجميل    حظك اليوم برج الثور الخميس 4-7-2024 مهنيا وعاطفيا.. احذر ضغوط العمل    دعاء استفتاح الصلاة.. «الإفتاء» توضح الحكم والصيغة    أول ظهور لحمادة هلال بعد أزمته الصحية    التشكيل الوزاري الجديد، مدبولي يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الإدارية    طائرات استطلاع تابعة للاحتلال تحلق في سماء مخيم «شعفاط» بالقدس    هيئة الدواء توافق على زيادة سعر 3 أدوية منها علاج للضغط (تفاصيل)    3 أبراج تتوافق مع «الدلو» على الصعيد العاطفي    حزب الله يعلن قصف مقرين عسكريين إسرائيليين    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    ميسي مهدد بالغياب عن مباراة الأرجنتين ضد الإكوادور في كوبا أمريكا 2024    وزراء خارجية روسيا والصين ومنغوليا يناقشون التعاون في المجالات الاقتصادية    "مين كبر ناو".. شيكو يحتفل بعيد ميلاده    لميس حمدي مديرا لمستشفى طلخا المركزي    الكويت تعلن اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور    أفعال مستحبة في ليلة رأس السنة الهجرية    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    أبرز مشروعات وزير البترول الجديد بالقطاع الحكومي.. تعرف عليها    ملف رياضة مصراوي.. تعادل الزمالك.. قائمة الأهلي لمواجهة الداخلية.. وتصريحات وزير الرياضة    في أول تصريح صحفي له، محافظ بورسعيد الجديد يوجه رسالة إلى اللواء عادل الغضبان    حدث ليلًا| موعد إجازة رأس السنة الهجرية وحالة طقس الخميس    رئيس مجلس الوزراء يعلن موعد إجازة رأس السنة الهجرية    نجم الزمالك السابق: هناك عناد من الأهلي وبيراميدز ضد المنتخب الأولمبي    إجراء تحليل مخدرات لسائق ميكروباص تسبب في سقوط 14 راكبا بترعة بالصف    أستاذ استثمار عن التغيير الوزاري: ليس كل من رحل عن منصبه مقصر أو سيئ    وزير الزراعة الجديد: سنستمكل ما حققته الدولة وسأعمل على عودة الإرشاد الزراعي    هاني سعيد: بيراميدز لم يعترض على طلبات المنتخب الأولمبي.. وهذا موقفنا النهائي    عمرو خليل: اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة على أساس الكفاءات والقدرة    أدعية رأس السنة الهجرية.. يجعلها بداية الفرح ونهاية لكل همومك    والدة شاب تعدى عليه بلطجي بالمرج تكشف تفاصيل الحادث    فحص نشاطها الإجرامي.. ليلة سقوط «وردة الوراق» ب كليو «آيس»    مصرع طفل غرقا داخل نهر النيل بقنا    اتحاد الصناعات: وزارة الصناعة تحتاج لنوعية كامل الوزير.. واختياره قائم على الكفاءة    تعيين عبلة الألفي نائبة لوزير الصحة والسكان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أسامة الغزالى حرب يكتب: سياسة‏ داخلية‏ بديلة‏!
نشر في المصري اليوم يوم 25 - 11 - 2008

فى‏ الرد‏ على‏ المقولة‏ التى‏ كررها‏ قادة‏ الحزب‏ الوطنى‏ (‏القدامى‏ والجدد‏) حول‏ أن‏ أحزاب‏ وقوى‏ المعارضة‏ لا‏ تملك‏ «‏سياسات‏ بديلة‏» وتكتفى‏ فقط‏ بالموقف‏ السلبى‏ الناقد‏ دوما‏ لسياسات‏ الحزب‏ الوطنى‏ الحالية، ذكرت‏ وأكدت‏ فى‏ مقالى‏ السابق‏ (‏المصرى‏ اليوم‏ 18/11) أن‏ تلك‏ الأحزاب‏ والقوى‏ لديها،
‏ومنذ‏ فترة‏ طويلة،‏ سياسات‏ بديلة‏ فى‏ كافة‏ الميادين، معظمها‏ موجود‏ ومنشور‏.. وتم‏ - ويتم‏ - تجاهلها‏ عمدا‏. وسوف‏ أبدا‏ هنا‏ بطرح‏ ما‏ تراه‏ قوى‏ المعارضة‏ بشكل‏ عام، وحزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ بشكل‏ خاص، من‏ سياسة‏ داخلية‏ بديلة، وأقصد‏ تحديدا‏ ما‏ يتعلق‏ بالتطوير‏ أو‏ الإصلاح‏ السياسى‏ الداخلى، وهو‏ ما‏ ورد‏ فى‏ مؤتمر‏ الحزب‏ الوطنى‏ الأخير‏ فى‏ ورقة‏ «‏حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏» ضمن‏ «‏أوراق‏ السياسات‏».
 (‏وبالمناسبة، هل‏ هو‏ المؤتمر‏ «‏الخامس‏» -‏كما‏ أعلن‏ حينها‏ فعلا- أم‏ أنه‏ المؤتمر‏ «‏التاسع‏» كما‏ يعلن‏ الآن‏؟‏! على‏ أية‏ حال،‏ هذا‏ أفضل‏ من‏ أن‏ يقال‏ إنه‏ كان‏ المؤتمر‏ الأول؟‏!).
 ‏وقد‏ ذكرت‏ الورقة‏ المشار‏ إليها‏ أن‏ «‏الأولويات‏ الاستراتيجية‏» التى‏ تندرج‏ تحت‏ حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏ تشمل:‏ دعم‏ الأسس‏ الدستورية‏ للنظام‏ السياسى‏ المصرى،‏ وتفعيل‏ دور‏ الأحزاب‏ ومؤسسات‏ المجتمع‏ المدنى، وتحقيق‏ العدالة‏ الناجزة، وتمكين‏ المرأة، ودعم‏ اللامركزية، وتنمية‏ ثقافة‏ الديمقراطية‏.
 ‏حسنا، فى‏ مواجهة‏ هذه‏ السياسة‏ العامة‏ المعلنة‏ من‏ الحزب‏ الحاكم‏ بشأن‏ حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية،‏ أى‏ بشأن‏ الأوضاع‏ السياسية‏ الداخلية، أقول‏ وأؤكد‏ وأكرر‏ أن‏ هناك‏ سياسة‏ أخرى‏ مطروحة‏ بديلة‏ تتبناها‏ قوى‏ المعارضة‏ المصرية‏ منذ‏ ما‏ يقرب‏ من‏ عقدين‏ من‏ الزمان،
 ‏تجسدت‏ فى‏ أكثر‏ من‏ وثيقة‏ منشورة‏ ومعلنة‏ ويعرفها‏ ويتجاهلها‏ الحزب‏ الحاكم‏ (‏وقد‏ سبق‏ أن أشرت‏ إليها‏ فى‏ مقال‏ سابق‏ بالمصرى‏ اليوم‏ 7 أكتوبر‏ 2007) وكان‏ آخرها‏ وثيقة‏ الائتلاف‏ الديمقراطى‏ التى‏ وضعتها‏ أحزاب‏ المعارضة‏ الرئيسية‏ (‏الوفد، والتجمع، والناصرى، والجبهة‏ الديمقراطية‏) التى‏ دعت‏ إلى‏ وضع‏ دستور‏ جديد‏ لمصر،
 ‏وحددت‏ عناصر‏ برنامج‏ للإصلاح‏ أو‏ التغيير‏ بهدف‏ إنشاء‏ نظام‏ سياسى‏ ديمقراطى‏ كامل‏ فى‏ مصر.
كذلك،‏ فإن‏ الأحزاب‏ السياسية‏ المصرية، بل‏ كذلك‏ العديد‏ من‏ القوى‏ والحركات‏ السياسية‏ غير‏ الحزبية،‏ لها‏ أيضا‏ رؤاها‏ البديلة‏ والمتكاملة‏ للسياسة‏ الداخلية‏ أو‏ لما‏ يطرحه‏ الحزب‏ الوطنى‏ تحت‏ عنوان‏ «‏حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏»، وهى‏ رؤى‏ معظمها‏ واضح‏ ومفصل‏ ويتم‏ تجاهلها‏ عمدا‏.
 ‏وسوف‏ يكون‏ من‏ المفيد‏ -‏فى‏ هذا‏ السياق‏- أن‏ أطرح‏ على‏ الرأى‏ العام‏ عناوين‏ «‏السياسة‏ الداخلية‏ البديلة‏» التى‏ يتبناها‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ فى‏ برنامجه‏ السياسى‏ المعلن، وكما‏ فصلها‏ بعد‏ ذلك‏ فى‏ مؤتمراته‏ وبياناته‏ وأنشطته‏ السياسية‏.‏
هذه‏ السياسة‏ البديلة‏ المطروحة‏ تندرج‏ تحت‏ عنوانين‏ كبيرين، أولهما‏: «‏التحول‏ السريع‏ والجذرى‏ والشامل‏ نحو‏ نظام‏ ديمقراطى‏ حقيقى‏ فى‏ مصر‏»، وثانيهما: «‏المواجهة‏ الحادة‏ والحاسمة‏ لكافة‏ صور‏ الفساد‏ التى‏ استشرت‏ مؤخرا‏ فى‏ مصر‏».‏
‏* سياسة‏ بديلة‏:‏
فيما‏ يتعلق‏ بالعنصر‏ الأول،‏ فإن‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ حدد‏ سياسته‏ البديلة‏ المعلنة‏ فى‏ الإجراءات‏ والخطوات‏ الآتية‏ :‏
‏- وضع‏ دستور‏ جديد‏ لمصر‏ على‏ أسس‏ ومبادئ‏ ديمقراطية‏ ليبرالية، وتلك‏ مهمة‏ يمكن‏ إنجازها‏ فى‏ ثلاثة‏ أشهر‏ على‏ أكثر‏ تقدير.
‏- إلغاء‏ قانون‏ الطوارئ، وإعادة‏ النظر‏ فى‏ الشروط‏ التى‏ توجب‏ فرض‏ حالة‏ الطوارئ، بما‏ يقيدها‏ من‏ حيث‏ الأسباب‏ والمدة‏ التى‏ تفرض‏ فيها‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ القوانين‏ الاستثنائية‏ المقيدة‏ للحريات‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ أنواع‏ المحاكم‏ الاستثنائية‏.‏
‏- إطلاق‏ حرية‏ تكوين‏ الأحزاب، فيما‏ عدا‏ الأحزاب‏ التى‏ تتناقض‏ صراحة‏ (‏بحكم‏ مبادئها‏ أو‏ تنظيمها‏) مع‏ النظام‏ الديمقراطى‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ القيود‏ على‏ تكوين‏ ونشاط‏ منظمات‏ المجتمع‏ المدنى‏ من‏ جمعيات‏ أهلية، ونقابات، واتحادات‏ ... إلخ، بما‏ فى‏ ذلك‏ تعديل‏ القوانين‏ المنظمة‏ لها‏.‏
‏- تحرير‏ الصحافة‏ القومية، والإنهاء‏ الكامل‏ للقبضة‏ الحكومية‏ والأمنية‏ عليها، وإعادة‏ تنظيم‏ أوضاعها‏ بما‏ يضمن‏ استقلاليتها‏ والاختيار‏ الذاتى‏ لقياداتها‏ وفق‏ المعايير‏ المهنية، وحسن‏ إدارتها‏ على‏ أسس‏ اقتصادية‏ سليمة‏ وشفافة‏.‏
‏- تحرير‏ الإعلام‏ المرئى‏ والمسموع‏ (‏التليفزيون‏ والإذاعة‏) من‏ السيطرة‏ الحكومية‏ والأمنية، ووضع‏ القواعد‏ التى‏ تضمن‏ استقلاليته‏ وإدارته‏ لعمله، وفق‏ المعايير‏ المهنية، وإلغاء‏ كافة‏ التشريعات‏ واللوائح‏ التى‏ تتناقض‏ مع‏ مقتضيات‏ تحرره‏ واستقلاليته‏.‏
‏- إلغاء‏ جهاز‏ مباحث‏ أمن‏ الدولة‏.‏
‏- التحول‏ الجاد‏ والحاسم‏ والمدروس‏ نحو‏ اللامركزية‏ فى‏ إدارة‏ الدولة، وإطلاق‏ العنان‏ لكافة‏ الأفكار‏ والتصورات‏ لنقل‏ كثير‏ من‏ القرارات‏ والتشريعات‏ والإجراءات‏ التنفيذية‏ إلى‏ المستوى‏ المحلى،‏ ويتكامل‏ مع‏ هذا‏ إعادة‏ صياغة‏ التشريعات‏ والقوانين‏ واللوائح‏ التى‏ تنظم‏ العملية‏ الديمقراطية‏ على‏ المستويات‏ المحلية،‏ بدءا‏ من‏ المحافظات‏ وإلى‏ مستوى‏ المدن‏ والقرى‏ والأحياء،
 ‏وبما‏ فى‏ ذلك‏ انتخاب‏ المحافظين‏ والمسؤولين‏ الأدنى‏ للحكم‏ المحلى، وضمان‏ حسن‏ تسييرهم‏ لعملهم، والمراقبة‏ الفعلية‏ لأدائهم‏.‏
أما‏ فيما‏ يتعلق‏ بمواجهة‏ الفساد، فإن‏ السياسة‏ البديلة‏ المقترحة‏ من‏ جانب‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ تتضمن‏ الخطوات‏ الآتية‏ :‏
‏- التحقيق‏ الفورى‏ فى‏ كافة‏ أنواع‏ الوقائع‏ والأقوال‏ أو‏ الشائعات‏ بصرف‏ النظر‏ عن‏ مكانة‏ أو‏ منصب‏ الشخص‏ موضع‏ الاتهام، وتوفير الشفافية‏ والعلانية‏ الكاملة‏ لتلك‏ التحقيقات‏.‏
‏- ملاحقة‏ الهاربين‏ خارج‏ البلاد‏ من الفاسدين، والمتهمين‏ فى‏ قضايا‏ النصب‏ وتبديد‏ المال‏ العام‏ والإهمال‏ وغيرها‏.. والسعى‏ لدى‏ الجهات‏ الخارجية‏ لاستعادتهم‏ لمحاكمتهم‏ فى‏ مصر، ومحاسبة‏ كل‏ الذين‏ ساعدوهم‏ فى‏ الهرب‏ أو‏ التسلل‏ خارج‏ البلاد‏.‏
‏- تقنين‏ وتنظيم‏ العلاقة‏ بين‏ المسؤولين‏ التنفيذيين‏ على‏ كافة‏ المستويات، وبين‏ الأثرياء‏ ورجال‏ الأعمال، وتحقيق‏ الشفافية‏ الكاملة‏ فى‏ تلك‏ العلاقات‏ بما‏ يمنع‏ التداخل‏ بينهما، وبما‏ يضمن‏ ألا‏ تكون‏ تلك‏ العلاقة‏ مدخلا‏ لفساد‏ التنفيذيين، أو‏ للممارسة‏ المستغلة‏ غير‏ المشروعة‏ للأثرياء‏ ورجال‏ الأعمال‏.‏
‏- إعادة‏ النظر‏ في‏ أجور‏ ودخول‏ الموظفين‏ الصغار و‏موظفى‏ الحكم‏ المحلى، و‏‏فى‏ أسعار‏ ورسوم‏ الخدمات‏ وتعريفات‏ النقل، بما‏ يقلل‏ احتمالات‏ الرشوة‏ والفساد، ومخالفة‏ القوانين‏ واللوائح‏.‏
‏- إعادة‏ تنظيم‏ أجهزة‏ الرقابة، بما‏ يضمن‏ سلامة‏ عملها‏ وفقا‏ للقانون،‏ وبما‏ يؤدى‏ إلى‏ فاعليتها هذا‏ الأداء‏ فى‏ مواجهة‏ الفساد‏ وانتهاك‏ القوانين، والأخذ‏ الجاد‏ بملاحظاتها‏ وتحقيقاتها‏.‏
‏- دعوة‏ وتشجيع‏ المواطنين‏ على‏ الإبلاغ‏ عن‏ حالات‏ الفساد‏ التى‏ يصادفونها، ويعلمون‏ بها‏.‏
هذه‏ إذن‏ ملامح‏ «‏سياسة‏ بديلة‏» لحزب‏ سياسى‏ معارض‏ قائم‏ وشرعى، فى‏ مجال‏ «‏السياسة‏ الداخلية‏» أو‏ «‏المواطنة‏ والديمقراطية‏»! وهى‏ بالمناسبة‏ تشترك‏ فى‏ معظمها‏ مع‏ ما‏ تطرحه‏ أحزاب‏ المعارضة‏ الأخرى.
المشكلة‏ إذن ليست‏ فى‏ عدم‏ وجود‏ «‏السياسة‏ البديلة‏»، وإنما‏ هى‏ -‏تحديدا-‏ فى‏ التجاهل‏ العمدى‏ من‏ الحزب‏ الوطنى‏ الحاكم‏ لتلك‏ البدائل، لأن‏ تبنيها‏ -‏بداهة - سوف‏ يؤثر‏ مباشرة‏ على‏ احتكاره‏ القسرى‏ للسلطة‏ فى‏ مصر.‏
 ‏غير‏ أن‏ الحقيقة‏ المرة، والمؤكدة، أن‏ سياسة‏ التجاهل‏ تلك، من‏ جانب‏ الحزب‏ الحاكم، قد‏ تفلح‏ فى‏ مد‏ أجل‏ احتكاره‏ للسلطة‏ فى‏ مصر، ولكن‏ ثمن‏ هذا‏ سوف‏ يكون‏ باهظا‏ وسوف‏ تدفعه‏ مصر‏ كلها.
ولكن‏ قبل‏ أن‏ أوضح‏ هذا‏ الثمن‏ الباهظ، يهمنى‏ أن‏ أؤكد حقيقة‏ لا‏ يمكن‏ تجاهلها، وهى‏ أن‏ هذا‏ النقد‏ الحاد‏ للحزب‏ الوطنى، وحكومته، وأداءهما،‏ لا‏ ينفى‏ على‏ الإطلاق‏ وجود‏ «‏كوادر‏» و‏«قيادات‏» تنفيذية‏ حالية‏ على‏ أعلى‏ مستوى‏ من‏ الكفاءة‏ المهنية‏ والالتزام‏ الوطنى، لا‏ ينبغى‏ على‏ الإطلاق‏ التقليل‏ من‏ شأنها‏ وأدوارها‏.
 ‏ولكن‏ وجود‏ هؤلاء‏ داخل‏ إطار‏ «‏سياسى‏» و«‏تنفيذى‏» غير‏ سليم‏ ومتحجر يضع‏ حدودا‏ صارمة‏ على‏ إمكانياتهم، وعلى‏ قدراتهم‏ للدفع‏ بالمجتمع‏ والدولة‏ إلى‏ الأمام‏. إنها‏ قضية‏ مناخ‏ عام‏ غير‏ صالح‏ وغير‏ موات‏ يعملون‏ فيه.
‏ ولو‏ تصورنا‏ أننا‏ استوردنا‏ أفضل‏ كوادر‏ العالم‏ فى‏ الاقتصاد‏ أو‏ الإدارة‏ أو‏ السياسات‏ العامة‏ ووضعناهم‏ فى‏ ذلك‏ النظام،‏ فلن‏ يفعلوا‏ شيئا‏! إنها‏ أزمة‏ نظام‏ بأكمله، أى‏ أزمة‏ هيكلية‏ متجذرة، وليست‏ عرضا‏ سطحيا.
‏* حياة‏ أو‏ موت!‏
غير‏ أنه‏ ينبغى‏ أن‏ نشدد‏ ونؤكد،‏ هنا، أن‏ قضية‏ التحول‏ السياسى‏ فى‏ مصر، نحو‏ الديمقراطية، هى‏ الآن‏ أكبر‏ بكثير‏ من‏ مجرد‏ خيار‏ سياسى‏ لقوى‏ سياسية‏ معينة، بل‏ إنها‏ أصبحت‏ قضية‏ قومية‏ مصيرية‏ تحدد‏ أن‏ نكون‏ أو‏ لا‏ نكون.
إن‏ مصر‏ الآن‏ -‏ ولن‏ نقلل‏ من‏ أى‏ جهود‏ إيجابية‏ تبذل‏ هنا‏ أو هناك‏- فى‏ وضع‏ لا‏ تحسد‏ عليه، خاصة‏ بالنسبة‏ للتفاوت‏ الهائل‏ بين‏ أغنيائها‏ وفقرائها، وعشرات‏ الملايين‏ الذين‏ يعيشون‏ فى‏ العشوائيات‏ وتحت‏ خط‏ الفقر، والتدنى‏ الذى‏ لا‏ يحتمل‏ المكابرة‏ فى‏ ميادين‏ التعليم، والرعاية‏ الصحية، والإسكان، والبيئة‏ ...إلخ،
 ‏فضلا‏ عن‏ التدهور‏ الثقافى‏ والسلوكى‏ اللافت‏ للانتباه‏ والمثير‏ للقلق‏. مصر‏ الآن‏ فى‏ حاجة‏ إلى‏ تجاوز‏ المماحكات‏ الحزبية‏ الصغيرة‏ والتافهة، والتى‏ يغرقنا‏ فيها‏ المتسلقون‏ والصبية،‏ لكى‏ ننظر‏ بجدية‏ ومسؤولية فى‏ الهموم‏ والمشاكل‏ المصيرية‏. فمصر‏ باقية، والأفراد‏ -‏أيا‏ كانوا‏- زائلون‏ ولو‏ بعد‏ حين‏!‏
وأخيرا، تأتى‏ -‏ فوق‏ هذا‏ كله‏ - حالة‏ الترقب‏ وعدم‏ اليقين‏ التى‏ تخيم‏ الآن‏ على‏ المجتمع‏ المصرى‏ بشأن‏ المستقبل القريب، وانتظار‏ المجهول، وانشغال‏ النخبة‏ المصرية‏ بتخميناتها‏ حول‏ السيناريوهات‏ المتوقعة، وترقب‏ القوى‏ الخارجية‏ -‏كل‏ من‏ زاويتها- لتداعيات تلك التطورات عليها!
 ألا‏ يدعونا‏ ذلك‏ -‏جميعا وبلا‏ استثناء‏- إلى أن‏ نتكاتف‏ بوعى‏ ومسؤولية‏ للمضى‏ قدما‏ فى‏ إنجاز‏ الحل‏ الوحيد‏ الآمن، أى بناء‏ نظام‏ ديمقراطى‏ حقيقى‏ كامل‏ فى‏ مصر،‏ بلا‏ تلكؤ‏ أو‏ إبطاء؟‏!!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.