أعادت إسرائيل أمس إغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة، بسبب ما سمته «استمرار الهجمات الصاروخية على بلداتها»، رغم تحذير وكالات الإغاثة الدولية من نقص يلوح فى الأفق فى إمدادات الطعام والوقود للقطاع. وكانت إسرائيل رفعت حصاراً مفروضاً منذ أسبوعين، وفتحت، لأول مرة أمس الأول، معبراً حدودياً مع قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة «حماس»، وسمحت بدخول 33 شاحنة من المساعدات الإنسانية- دون السماح بدخول الوقود بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت للرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أنه لن يسمح بحدوث أزمة إنسانية فى القطاع. إلا أن إسرائيل عادت إلى إغلاق المعابر أمس، وقال بيتر ليرنر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية: «المعابر أغلقت نظرا لاستمرار إطلاق الصواريخ»، مشيرا إلى إطلاق عدة صواريخ من غزة إمس الأول على بلدات إسرائيلية دون إن توقع إصابات. وفى الوقت نفسه، ذكرت هيئات مساعدة دولية أن الشاحنات التى أرسلت أمس الأول غير كافية لسد النقص فى مواد، منها الوقود، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن سكان غزة وعددهم 1.5مليون فلسطينى لفترات يوميا، بينما قالت مصادر فلسطينية إن زوارق بحرية إسرائيلية اعتقلت أمس 3 متضامنين أجانب كانوا على متن سفن صيد فلسطينية قبالة شواطئ مدينة غزة. يأتى ذلك فيما تستعد اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ومتضامنون أجانب لتنظيم اعتصام خلال ساعات قرب معبر بيت حانون «إيريز» شمال قطاع غزة، «للاحتجاج» على الحصار الإسرائيلى المفروض منذ 18 شهراً، فيما يسعى ممثلو 20 مؤسسة إغاثية دولية إلى عقد اجتماع فى غزة خلال ساعات لبحث الأزمة الإنسانية المتصاعدة فى القطاع، وفقاً لما ذكره مكتب تجمع الوكالات الإغاثية والتنموية «إيدا» فى القدسالمحتلة. جاء ذلك فيما دعا وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى، آفى ديختر، أمس الأول إلى شن عملية عسكرية واسعة فى قطاع غزة، معتبراً أن تنفيذ مثل هذه العملية «من شأنها أن تستعيد قوة الردع الإسرائيلية». ورأى «أن القيام بخطوات، مثل وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء، لن يؤدى إلى وضع حد للاعتداءات الصاروخية الفلسطينية». وفى غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أمس أنها قررت تشغيل نظام الإنذار المضاد للصواريخ فى مدينة أشدود، التى تبعد عن شمال قطاع غزة أكثر من 30 كيلو مترا. وفى غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن عددا من الآليات الإسرائيلية توغلت صباح أمس قرب مطار غزة الدولى شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وباشرت عمليات تجريف واسعة فى المنطقة، بينما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة «حماس»، أن مقاتليها أطلقوا صاروخا من نوع « قسام» باتجاه الآليات المتوغلة عند بوابة المطبق شرقى رفح. وفى الضفة الغربية، اعتقل الجيش الإسرائيلى 32 فلسطينيا بدعوى أنهم مطلوبون أمنياً.