تفقدت «المصرى اليوم» عددا من المدارس بمحافظة حلوان، ورصدت العديد من المخالفات داخلها تستوجب محاسبة القائمين عليها، ومن هذه المخالفات سوء حالة النظافة، وتفشى ظاهرة مراكز الدروس الخصوصية، وهروب الطلاب. بدأت الجولة بمدرسة صلاح سالم الثانوية، ليستقبلنا مقلب قمامة إلى جوار المدرسة يضم كمية كبيرة من مخلفات مبان مهدمة، بينما كان عدد كبير من الطلاب يلهون خارج سور المدرسة، التى اكتظ أحد أبوابها الجانبية بملصقات لأحد مراكز الدروس الخصوصية، وعلى مقربة كان أحد الطلاب يتبول على السور كنوع من «الهواية اليومية» على حد وصف زملائه. وقال رامى صبرى، أحد الطلاب، إن حالة التعليم سيئة، مرجعا تركهم المدرسة إلى عدم تلقيهم شرحا بداخلها، منوها بأن عددا كبيرا من معلمى المدارس يعملون فى مراكز الدروس الخصوصية. وذكر الطلاب أن حالة النظافة داخل المدرسة تحسنت عن العام الماضى بسبب «أنفلونزا الخنازير»، لكن الأمر خارجها بقى بنفس قذارته، معتبرين الهروب من المدرسة ظاهرة عادية. كما انتقدوا تجربة البرامج التعليمية من خلال التليفزيون، وتساءل بعضهم: «ماذا لو رغب الطالب فى إعادة جزء معين من الحصة؟»، مؤكدين أنه لم يعد أمامهم بديل عن الدروس الخصوصية، التى ارتفعت أسهم المعلمين فيها حتى إن سعر حصة اللغة العربية بلغ 14 جنيها لطلاب الثانوية العامة، و10 جنيهات للغة الفرنسية، بينما الرياضيات من 10 إلى 15 جنيهاً، وأكد أحد الطلاب أن إجمالى تكلفة الدروس فى الشهر أكثر من 500 جنيه. كما رصدت الجولة إعلانات لأحد مراكز الدروس الخصوصية فى شرق حلوان، ويضع المركز على واجهته صور المعلمين الذين يقومون بالتدريس إلى جانب تخصصاتهم، ومن اللافت أن المركز يعمل ويمارس نشاطه دون أدنى مساءلة. وقال محمد عبد الفتاح، أحد أولياء الأمور، إنه لا يجد تفسيرا واضحا لعمل المركز دون ترخيص، خاصة مع إعلان القائمين عليه عن أنفسهم بتلك الطريقة «الفجة» على حد تعبيره. واستلهم بعض المعلمين بعض الطرق الأخرى للإعلان عن أنفسهم على طريقة إعلانات التليفزيون، حيث كتب عبدالله السماحى، مدرس اللغة العربية: «وداعاً لمشاكل النحو والبلاغة» على طريقة إعلان وداعا لمشاكل الضعف الجنسى، بينما وضع خالد منير مدرس التاريخ إعلانه على أحد الجدران، مستلهماً إياه من مسلسل عباس الأبيض مستعيرا عنوان كتاب بطل المسلسل «التاريخ كما يجب أن يكون».