اعترف الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية بمسؤولية الحكومة عن حادث تصادم قطارى العياط، وقال أمام لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب، أمس، إن الحكومة مسؤولة سياسياً عن الحادث، نظراً لمسؤوليتها عن سلامة الركاب، إلا أن المسؤولية الجنائية تقع على من تسببوا بإهمالهم فى وقوع الحادث، حسبما تسفر تحقيقات النيابة العامة. وشهد الاجتماع صراعاً خاصاً بين نواب المعارضة والإخوان المسلمين، الذين طالبوا بضرورة إقالة وزير النقل من منصبه، ونواب الحزب الوطنى المطالبين ببقاء الوزير ومحاسبة مسؤولى هيئة السكك الحديدية فقط. ووصل الخلاف بين الفريقين إلى حد التراشق بالألفاظ والسب والقذف، وتدخل بعض النواب قبل أن يصل الخلاف إلى التشابك بالأيدى، وشن الدكتور زكريا عزمى هجوماً حاداً على وزير النقل، وطالب بضرورة تهدئة الرأى العام، وقال: «الصحافة مولعة، ولا أحد يريد الاستماع لإنجازات الوزير الذى أنفق ملايين الجنيهات على الإعلانات ليقول إن السكة الحديد هى أحسن حاجة فى الدنيا، والمواطنين هم الحرامية». ووجه كلماته لوزير النقل قائلاً: «لما تقول خطأ بشرى يعنى بتقول إن كلنا مسؤولين، مجلس شعب وحكومة، لأن البشر مسؤوليتنا جميعاً، ومن ارتكبوا الخطأ تابعون لك». وحاول نواب الحزب الوطنى الدفاع عن وزير النقل وقال النائب أحمد أبوعقرب، إن الوزير «حظه وحش زى فريق الزمالك بيلعب كويس ولا يفوز»، والوزير شغال لكن معاونيه خذلوه. وتولى أبوعقرب مهمة التشويش على كل من يطالب فى كلمته بإقالة الوزير، واشتبك النائب عبدالرحيم الغول ونائب الإخوان عباس عبدالعزيز، عندما قال الأخير: «لن نطالب الوزير بالانتحار لأنه حرام شرعاً، لكننا فقط نطالب بإقالته أو استقالته»، وقال الغول لنائب الإخوان: «أنت رجل قليل الأدب»، وحاول الاثنان التشابك بالأيدى لولا تدخل نواب آخرين، واتهم النائب المستقل علاء عبدالمنعم، الحكومة بتجاهل توصيات البرلمان، وانتقد مقولة وزير النقل إن التطوير لن يتم بين يوم وليلة، قائلاً: «وهل أنت وزير منذ يوم وليلة»، واختتم كلمته قائلاً لوزير النقل: «أنت أهملت وقصرت.. أنت وزير فاقد للثقة والاعتبار»، وطالب الدكتور مفيد شهاب بحذف العبارة الأخيرة من مضبطة الاجتماع. وانتقد النائب محمد العمدة غياب رئيس الوزراء عن الاجتماع، وقال إن الدكتور أحمد نظيف لم يحضر لأنه يلعب «أتارى» فى القرية الذكية، وعقب شهاب لافتاً إلى وجود وزراء النقل والصحة والتنمية المحلية باعتبارهم المعنيين بالأمر، وقال: «لو اقتضى الأمر حضور رئيس الوزراء لبادر رئيس مجلس الشعب بدعوته للحضور». وطالب النائب عمران مجاهد بصرف معاش استثنائى لأسر ضحايا الحادث بدلاً من التعويضات الهزيلة التى لن تتجاوز مبلغ 20 ألف جنيه. ودعا نائب الإخوان حسين إبراهيم، وزير النقل، لركوب قطارات الفقراء بدلاً من القطارات التى يتم تجهيزها لزياراته، وقال: «إن الحكومة تحولت مع تكرار الحوادث إلى مجرد جمعية لدفن الموتى».