نجح مونديال الشباب الذى استضافته مصر فى كسر الأرقام القياسية التى تحققت فى البطولات السابقة، وهو ما جعل الاتحاد الدولى يشيد بمصر ويرشحها لتنظيم مونديال الكبار. ويقف خلف هذا الإنجاز كتيبة اللجنة المنظمة، التى عملت «ليل نهار» من أجل خروج البطولة بصورة تليق باسم مصر ومكانتها. «المصرى اليوم» تلتقى المهندس خالد عبدالعزيز، المدير التنفيذى للبطولة، الذى كشف فى هذا الحوار الكثير من الحقائق والأسرار. ■ فى البداية.. مبروك النجاح الكبير لمونديال الشباب؟ - الحمد لله، ولا شك أن النجاح تحقق نتيجة تكاتف الدولة بجميع مؤسساتها والإعلام مع اللجنة المنظمة، وكذلك الشكل الحضارى الرائع الذى ظهرت به الجماهير، وهو ما أسهم فى خروج البطولة فى أبهى صورها. ■ وما أبرز العقبات التى واجهتكم خلال مشواركم؟ - البداية دائماً ما تكون صعبة، وحين زارت لجنة التفتيش برئاسة جاك وارنر نائب رئيس الاتحاد الدولى مصر للمرة الأولى عام 2007، أبدت العديد من الملاحظات، وشكك البعض وقتها فى قدرة مصر على التنظيم رغم أن مسؤولى «الفيفا» لم يعلنوا ذلك مطلقاً، ولكن اللجنة المنظمة لم تلتفت لمثل هذه الشائعات، وكثفت اجتماعاتها مع القوات المسلحة والمحافظين والمجلس القومى للرياضة من أجل تطوير الملاعب، وهو ما حدث بالفعل حتى باتت فى أفضل صورة. ■ وعلى أى أساس تم اختيار الملاعب؟ - اختيار الملاعب جاء تحقيقاً للمعادلة الصعبة، وهى كيفية أن تكون الاستادات وفقاً لاشتراطات «الفيفا» وبأقل تكلفة ممكنة، فوقع الاختيار على ملاعب القاهرة والجيش ببرج العرب والإسكندرية والسلام والإسماعيلية وبورسعيد واستاد مبارك بالسويس، وقد تكفل المجلس القومى للرياضة والمحافظون بتجهيز استادات القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية وملاعب التدريب، فيما تكفلت القوات المسلحة باستاد الجيش فىبرج العرب واستاد مبارك بالسويس واستاد الإنتاج الحربى بمدينة السلام وفى النهاية أصبحت لدينا مجموعة مميزة من الملاعب. ■ هل مصر قادرة على استضافة كأس العالم للكبار؟ - بطولة العالم للكبار تحتاج إلى ملاعب لا تقل قدرتها الاستيعابية عن 40 ألف متفرج، وبالتالى فإن خمسة ملاعب فقط من ملاعبنا هى الجاهزة لاستضافة كأس العالم للكبار، وهى استادات الجيش ببرج العرب والقاهرة والكلية الحربية والإنتاج الحربى ومبارك بالسويس، والمعروف أن بطولة الكبار تضم 32 منتخبا ومن وجهة نظرى نحن بحاجة إلى خمسة استادات جديدة يتم إنشاؤها فى الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ ومرسى مطروح لوجود مطارات فى كل منها، فضلاً عن وجود بنية تحتية وفنادق على أعلى مستوى، لكن لابد أن نبدأ من الآن إذا ما كانت لدينا الرغبة فى استضافة مونديال 2026 بدلاً من الاكتفاء بتقديم الرسومات الهندسية وتكرار خطأ 2010. ■ وما أصعب المواقف التى واجهتكم؟ - اللجنة المنظمة كانت تخشى من تشكيك البعض فى الاختيار الخاطئ لاستاد الجيش فى برج العرب لاستضافة الافتتاح لبُعده عن الإسكندرية، وخشية أن يخلو من الجماهير، ولكن الحمد لله وجدنا تفاعلاً من جميع مؤسسات الدولة والوزارات، والقوات المسلحة، ووصل الحضور الجماهيرى فى الاستاد إلى 85 ألف مشجع، فيما فشل الآلاف فى دخول الاستاد. ■ هل أثر الخروج المبكر للمنتخب الوطنى على البطولة؟ - بالطبع، فمصر لو بلغت الدور قبل النهائى لتخطت نسبة الحضور الجماهيرى المليون ونصف المليون، فضلا عن التفاعل الإعلامى مع البطولة، ولكن الحمد لله جماهيرنا كانت واعية ونجحنا فى كسر الرقم القياسى لمونديال كندا، وبفارق 100 ألف مشجع، وهو رقم يصعب كسره فى البطولات المقبلة. ■ ما أبرز انطباعات مسؤولى «الفيفا» والمنتخبات المشاركة عن البطولة؟ - مسؤولو «الفيفا» أشادوا كثيراً بالبطولة، واعتبروها الأفضل بين بطولات الشباب، حيث لم ترد أى شكوى رسمية من أى منتخب طوال المنافسات، وإذا قارنا ذلك بما حدث فى كأس القارات بجنوب أفريقيا من مشاكل لشعرنا بحجم النجاح الكبير، وعلى سبيل المثال هناك مثلاً محمود طاهر، رئيس بعثة مصر فى كأس القارات وباقى أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة حصلوا على «الأيديهات» الخاصة بالبطولة بعد معاناة لمدة ثلاثة أيام. ■ وهل أضاف فوز غانا بالبطولة مذاقاً خاصاً؟ - موسم 2009/2010 مصنف فى «الفيفا» على أنه موسم أفريقيا، حيث شهد استضافة مونديال الشباب وكأس القارات، وسيستضيف مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وكأس العالم للناشئين بنيجيريا، وفوز غانا بمونديال الشباب أعطى دفعة معنوية كبيرة لمنتخبات أفريقيا من أجل تحقيق إنجاز جديد سواء فى بطولة الكبار أو الناشئين. ■ وهل تم إعداد الميزانية الخاصة بالبطولة؟ - الميزانية يتم إعدادها حالياً، وأتوقع ألا تخسر البطولة، لكنها لن تحقق المكاسب التى حققتها بطولة أمم أفريقيا 2006 التى بلغت مصر فيها المباراة النهائية، وكان ثمن التذكرة فيها أعلى بكثير من بطولة العالم للشباب. ■ ماذا تود أن تقول فى النهاية؟ - أتوجه بالشكر لكل من أسهم فى نجاح البطولة لأنه لولال التعاون الملحوظ من الجميع ما نجحت البطولة، فالكل عمل تحت شعار واحد هو إظهار وجه مصر الحضارى والمشرق.