أكد الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربى لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية أن التنمية فى ظل غياب الحريات هى تنمية موقوتة ترفع أسهم المنتفعين ويطالها الفساد، ولذلك فهى لا تصمد وسرعان ما ينكشف زيفها مع زوال أنظمة الحكم الفاسدة فيخر عليها سقفها الهش. جاء ذلك خلال حفل تسليم جوائز المنظمة لمشروعات التنمية الرائدة خلال عام 2008 والذى حضره فاروق شيلك، وزير الدولة التركى بالنيابة، عن عبدالله جول، رئيس الجمهورية، ومحمد يونس، مؤسس بنك الفقراء. وأضاف الأمير طلال أن اختيار تركيا لإقامة حفل تسليم الجائزة فى عامها العاشر تحكمه موضوعية عن التنمية الدولية وعن أهداف الجائزة ورسالتها وكذلك عوامل ذات صلة بتركيا نفسها ورمزية مثالها بين المجتمعات النامية خاصة العالم الإسلامى فتركيا بديمقراطيتها الصامدة رغم الريح العاتية التى تهب عليها أحياناً تقدم نموذجاً للتنمية نأمل أن يحتذى به فى بلداننا العربية. مشيراً إلى أن الديمقراطية الصحيحة التى تمارس عبر الكتل والأحزاب هى البيئة المواتية للتنمية التى تستجيب للاحتياجات وتوسع الخيارات أمام الناس ولذلك فالتنمية والديمقراطية تتلازمان ولا يمكن الحديث عن تنمية متكاملة ومتوازنة دون مشاركة حقيقية من الشعوب قائمة على حرية الاختيار. وأشار الأمير طلال إلى أن جائزة منظمة «أجفند» هى داعم مادى ومعنوى لآلية الشراكة التى يعتمدها برنامج الخليج العربى فى دعم التنمية البشرية عالمياً دون تمييز بين دين أو عرق أو لون أو بلد.. وأضاف: نؤمن بإمكانية زيادة هذه التنمية ونشر مظلتها على نطاق أوسع من خلال تحالفات متقدمة بين الشركاء والمانحين شريطة أن يواكبها التزام من الدول النامية بتحقيق العدالة وإرادة شعوبها. وقال الرئيس التركى فى كلمته التى ألقاها فاروق شيلك، وزير الدولة، إن برنامج الخليج العربى يضع فى بؤرة الاهتمام القضايا التنموية المهملة، ولكنه أيضاً يقدم وينفذ المشروعات التى تكون حلاً لهذه المشكلات وتسهم بصورة مباشرة فى تحسين نوعية الحياة مرحباً بالتعاون المشترك بين «أجفند» وتركيا ممثلة فى المديرية التركية للتعاون والتنمية التى تنفذ برامج المساعدات التركية الإنمائية الرسمية. وقد منحت المنظمة جائزة الفرع الأول لمشروع «السيطرة المستديمة على داء العمى النهرى» وهو مشروع إقليمى نفذته منظمة هيلين كيلر الدولية فى 10 دول أفريقية هى «بوركينا فاسو، ساحل العاج، الكاميرون، الكونغو، غينيا، مالى، النيجر، نيجيريا، سيراليون، تنزانيا» كما فازت مؤسسة النور الخيرية بمصر بالجائزة الثانية فى مجال جهود الجمعيات الأهلية فى الوقاية من الإعاقة البصرية وتقديم خدمات الرعاية والتأهيل للمكفوفين، كما فاز بالجائزة الثالثة مستشفى «الشفاء تراست للعيون» بباكستان على مشروعه الذى نفذه أفراد فى مجال «مبادرات إبداعية لتنمية قدرات المكفوفين وتوظيف مهاراتهم والذى نفذ بمبادرة وجهد من الجنرال دان خان». وطالب محمد يونس، مؤسس بنك الفقراء، عضو مجلس أمناء منظمة أجفند، بضرورة الاهتمام بالتعليم والتغذية ودعم القطاع الخاص. خاصة أن الحكومات لا تستطيع فعل كل شىء بمفردها، وأيضاً خلق قطاع خاص لا يهتم بالأرباح وأصحاب المناصب المرموقة فقط، بل يهتم بالبشر الذين يعانون من مشاكل.