أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، تقرير جولدستون، والذى يدين إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب أثناء حربها ضد قطاع غزة، حيث أقر التقرير 25 دولة، بينما اعترض عليه 6 أخرى، فى خطوة تمهد لرفع التقرير لمناقشته فى مجلس الأمن. ويطالب القرار المقدم من الجانب العربى والإسلامى بحماية القدسالشرقية والمسجد الأقصى من عمليات الهدم وتهجير الفلسطينيين، ووقف بناء المستوطنات وإزالة الجدار العازل، كما يطالب بضرورة تفعيل تقرير جولدستون الذى يوجه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها على غزة أواخر العام الماضى. يأتى هذا بينما أكد العقيد الأيرلندى المتقاعد ديزموند ترافيرس، وهو أحد أعضاء لجنة تقصى الحقائق التى كلفتها الأممالمتحدة بالتحقيق فى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أن رئيس اللجنة القاضى الدولى ريتشارد جولدستون «تعرض لتهديدات من يهود فى جنوب أفريقيا ومن جهات فى إسرائيل». وأضاف ترافيرس، خلال برنامج «بلا حدود» الذى تبثه قناة الجزيرة أمس الأول، أن ابنة جولدستون أيضا تعرضت لتهديدات «غير لائقة» فى كندا، ووصف ما قامت به إسرائيل فى القطاع بأنه «جرائم فوق جرائم فوق جرائم». ورأى أن لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» حق الدفاع عن قطاع غزة بغض النظر عن كونها سلطة شرعية أو غير شرعية، وأن من حق الفلسطينيين فى غزة أن «ينتظموا فى تنظيمات عسكرية للدفاع عن أنفسهم». وأكد أن لجنة جولدستون - التى أعدت التقرير - فهمت أن التدمير الكبير الذى ألحقته إسرائيل بالقطاع أثناء حربها عليه كان الهدف منه «معاقبة سكانه بسبب تصويتهم لحركة حماس فى الانتخابات التشريعية مطلع 2006». وأضاف ترافيرس أن غزة تعرضت «لتدمير كبير شمل بنيتها التحتية، وخلف مشكلات خطيرة فى مصادر المياه والغذاء، وأزمة بيئية يجب التعامل معها فوراً من المجتمع الدولى» لتجاوز انعكاساتها السلبية.وانتقد ترافيرس الحصار الذى تفرضه إسرائيل على سكان قطاع غزة منذ نحو 3 سنوات، واعتبره «حصارا غير إنسانى يجب إنهاؤه ويجب رفعه بأقصى سرعة لأنه ليست هناك أى حاجة إليه». وأشار إلى أن إسرائيل «لم تحقق شيئا» من حربها على غزة ولا من حربها على لبنان فى صيف 2006، بل زادت فقط بهاتين الحربين من قوة حماس وحزب الله اللذين قال إنهما أصبحا «أقوى من أى وقت مضى». وتمنى عضو لجنة التحقيق الدولية أن «تعيد إسرائيل تقييم سياستها الأمنية وخططها السياسية»، وأن «تتخذ خطوات شجاعة للسلام وليس للحرب». وعلى صعيد متصل، أكد جيم جونز أحد أقرب مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، «مثابرة» الولاياتالمتحدة فى السعى للتوصل إلى السلام فى الشرق الأوسط، وقال: «حان الوقت للذهاب إلى ما هو أبعد من المباحثات التى تهدف فقط إلى تنظيم مفاوضات» مشدداً على «أن إرادة الرئيس أوباما فى تحقيق هذه الأهداف قوية لا تتزعزع وسنثابر بكل إصرار» فى هذا الاتجاه. وشدد الجنرال جونز على أهداف الولاياتالمتحدة فى تجميد الاستيطان اليهودى وتحسين الأمن والمؤسسات فى الجانب الفلسطينى وفى الاعتراف الكامل من قبل الدول العربية بحق إسرائيل فى الوجود والأمن، مشيداً بجهود المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل من أجل استئناف الحوار بين الجانبين. وفى غزة، دافعت الممثلة الأمريكية والناشطة فى مجال حقوق الإنسان ميا فارو خلال زيارتها للقطاع عن أطفال هذه المنطقة الخاضعة لحصار إسرائيلى وقالت: «إن الأطفال مصابون بصدمة عنيفة»، وشاركت فارو فى زيارتها إلى القطاع الممثل المصرى محمود قابيل بصفته سفيراً لليونيسيف.