ولع حسام موافى بالابتكار والاختراع يجعله يواصل العمل أحيانا ليلا ونهارا دون كلل أو ملل، وأحيانا يستيقظ من «أحلاها نومة»، ويسرع لتدوين فكرته الجديدة، ويظل وراءها حتى يراها حقيقة ماثلة أمامه ولو بقطع غيار «خردة» حسام موافى مخترع مصرى يعمل فى إحدى المؤسسات البترولية الحكومية، حصل قبل أعوام على جائزة أفضل ابتكار مصرى من أكاديمية البحث العلمى، وقبل أشهر كرمه الاتحاد الأوروبى للمخترعين عن ابتكاره الذى يمنع انفجار أنبوبة البوتاجاز. ويصنف «حسام» ضمن أفضل المخترعين المصريين، ويقول «بحكم عملى.. أغلب ابتكاراتى فى مجال البترول والغاز الطبيعى، وساعدنى على ذلك تشجيع من زملائى ورؤسائى». فى قرية «الهياتم» بالغربية، ولد حسام عبدالله موافى لأسرة مصرية بسيطة، حصل على تعليم حكومى عادى ولكن حبه للابتكار والإبداع كان متأصلا بداخله، من خلال مراقبة حركة الجرارات الزراعية وماكينات الرى، ومن هنا كان أول ابتكار له، ويقول: «قبل أن أتم 19 عاماً ابتكرت جهاز أمان لمحركات الرى الزراعى، وكان ابتكاراً بسيطاً يعمل على فصل المحرك بصورة أتوماتيكية إذا بلغت درجة الحرارة معدلاً أعلى من المسموح». وبمجرد التحاقه بالعمل فى وزارة البترول بعد حصوله على مؤهل فوق متوسط، بدأت المرحلة الأهم فى حياته. يقول: «فى سنوات عملى الأولى اخترعت جهاز أمان للتحكم فى انسياب الغاز الطبيعى فى محطات الغاز والمنازل والسيارات يقوم بكشف تسريب الغاز ويغلق دائرة عمله عند تسريبه». ويضيف: «هناك أجهزة مثيلة لاختراعى بمحطات الغاز لكنها مستوردة، بينما ابتكارى المحلى يختلف، من حيث المكونات، بالإضافة إلى أنه أقل فى السعر بكثير من الأجنبى ويسهل تصنيعه». حسام لديه اختراع آخر يجعل محرك السيارة يعمل بالغاز والبنزين معا، فإذا فرغ خزان البنزين يتحول المحرك للعمل بالغاز والعكس، وذلك يحدث تلقائيا وبشكل سهل وأكثر أماناً من البديل الأجنبى حسب قوله. ويرى أن ابتكاره حل مشكلة كثيرا ما تواجه من يحولون سياراتهم لتعمل بالغاز الطبيعى، أبرزها مشكلة تلف «طلمبة» البنزين بالكامل، وهو ما كان يؤدى إلى حدوث مخاطر تعرض حياة السائق للخطر. واصل حسام موافى اختراعاته حتى ابتكر محركاً متصلاً بجهاز يصل إلى قاع بئر البترول وعند حدوث اشتعال يتم ضخ مركب يقاوم الحريق ويخمده سريعا أسرع وأقل تكلفة من الطرق الأخرى. أما عن قصة ابتكار جهاز يمنع انفجار أسطوانات «البوتاجاز» فخطرت له من متابعته للحوادث التى كانت تتم بسبب هذه القنبلة المنزلية، وهذا حفزه لكى يبتكر جهازاً يوضع عند محبس الأنبوبة ويعمل على تقليل ضغط الغاز على جسم الأنبوبة عند ارتفاع درجة حرارتها، وهو السيناريو المعتاد قبل انفجارها. وقبل حصوله على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى عن هذا الابتكار، كرمه اتحاد المخترعين الأوروبى أثناء معرض «الباسل» للمخترعين بسوريا، كصاحب أفضل فكرة لجهاز يحافظ على حياة الإنسان. ويبدو أن هذا الابتكار كان «وش السعد» عليه، فمن خلاله أيضا حصل على ميدالية ذهبية بمعرض «جينيس» الذى أقيم بالمجر. مشاركة موافى فى المعارض والمؤتمرات التى تهتم بالمخترعين والمبتكرين كثيرة، وهو تقريبا ضيف دائم على هذه الأحداث، حتى أصبح يلقب هناك بصائد الجوائز. على مدى أكثر من 15 عاماً كان ل«حسام موافى» العديد من الابتكارات والاختراعات التى استطاع أن يخوض بها رحلة طويلة حتى يحصل على الاعتراف الرسمى لها من مكتب براءات الاختراع. ويقول: «استطعت بدعم من وزارة البترول أن أحصل على اعتراف علمى بأهمية اختراعاتى، ويبقى الاعتراف الاقتصادى من رجال الأعمال لكى تتحول مشروعاتى إلى واقع يدر دخلاً لى ويفيد الناس».