يحمل الدكتور حمدى السيد ثلاث صفات، تجعل كلامه عن أنفلونزا الخنازير، مختلفًا عن كلامى وكلامك.. الأولى أنه طبيب، والثانية أنه نقيب الأطباء، والثالثة أنه رئيس لجنة الصحة فى البرلمان.. وقد جاءت منه رسالة تقول: «أتابع عمودك اليومى فى «المصرى اليوم»، وأختلف معك فيما كتبته حول مشكلة الخنازير فى مصر، وأرجو أن يتسع صدرك لهذا الاختلاف: أولاً: لا يوجد بلد فى العالم تعيش فيه الخنازير على القمامة وسط الكتل السكنية ويتعايش معها البشر والطيور والحيوانات، ويقوم على رعايتها الزبالون الذين ينتشرون فى جميع أنحاء المدينة إلا عندنا.. ففى العالم المتقدم تعيش الخنازير فى حظائر خمس نجوم بمستوى صحى وغذائى رفيع، وبعيدة عن التجمعات السكنية، ويرعاها عاملون يحظون بالرعاية الصحية والاجتماعية. ثانيًا: لا يوجد حيوان يعمل عائلاً أو حاملاً لفيروسات الطيور والإنسان والحيوان دون أن يمرض سوى الخنزير، وهو الذى تحور فيه الفيروس H1 N1 فى المكسيك وأصبح ينتقل من إنسان إلى إنسان وأصبح يهدد العالم بأكمله. ثالثًا: منذ ثلاثة أعوام أصدرنا توجيهًا من لجنة الصحة بمجلس الشعب ينقل الخنازير فى حظائر نموذجية خارج الكتلة السكنية خوفًا من تحور فيروس أنفلونزا الطيور H5 N1 داخل أجسامها وينتقل من إنسان إلى إنسان، وهو فيروس أشد شراسة، ويؤدى إلى وفاة مبكرة، ولكن تأخر موضوع النقل لأسباب بيروقراطية، ولكنى أذكر أن فيروس أنفلونزا الطيور لايزال معنا والخطر لايزال قائمًا، خصوصًا فى ظل تواجد الطيور مع الخنازير فى الحظائر نفسها. رابعًا: الاقتراح بإعدام الخنازير بدأ من النائبة الشجاعة ابتسام حبيب، حتى ترفع الحرج، وحتى لا يظن أحد أن القرار اتخذ لأسباب طائفية ولكنها حرصت، ونحن معها، على تعويض عادل لأصحاب الحظائر بالرغم من أنهم أثرياء، وحرصت، ونحن معها، على رعاية القائمين على تربية الخنازير ورعايتهم صحيًا وتوفير فرص عمل كريمة، وحرصت ونحن معها على التخلص الآمن من القمامة وإنشاء عدد كبير من مصانع تدوير القمامة. خامسًا وأخيرًا: لم يحصل قرار على إجماع أعضاء مجلس الشعب من جميع الأطياف السياسية والانتماءات الطائفية مثل ما حصل عليه قرار التخلص الفورى من الخنازير والذى استجابت له الحكومة. أرجو أن ننظر إلى القرار عند تقييمه فى ظل الظروف الخاصة بمصر وحرصها على حماية شعبها من أخطار محدقة بصحة المواطنين». انتهت رسالة النقيب، ولابد أن البند «رابعًا» يكفى تمامًا لإخراس كل الأصوات القبيحة التى تتكلم عن أسباب غير مُعلنة، وراء إعدام وذبح الخنازير.. فالأحق بالذبح - عندئذ - هم أصحاب هذه الأصوات المسمومة!