توقفت أمس حركة بيع حديد التسليح فى نسبة كبيرة من المخازن على مستوى الجمهورية، بسبب رفع مجموعة عز أسعار البيع بمقدار 150 جنيهًا دون مبرر يذكر، لترفع باقى المصانع سعر البيع ليصل طن الحديد الى المستهلك بحوالى 3400 جنيه، فى توقيت صعب خاصة أن نسبة كبيرة من المستهلكين يستعدون لبناء وتشييد العقارات مع دخول موسم الصيف وعودة المصريين العاملين من الخارج. وتشير التوقعات إلى أن الشركات الاستثمارية ستتراجع عن الأسعار الحالية، فى ظل عدم إقبال المستهلكين، وتوافر 200 ألف طن حديد مستورد داخل المخازن والموانئ، بأسعار أقل 350 جنيهًا عن أسعار المصانع. ورغم تحقيق مجموعة «عز» أرباحًا بلغت 1.2 مليار جنيه عن إجمالى العام الماضى فإن المجموعة حققت فى المقابل خسائر بلغت 300 مليون جنيه فى الربع الأخير من عام 2008، ومازالت المجموعة تعانى من استمرار الخسائر. وقالت إنجى الديوانى، محللة مالية ب«سى آى كابيتال»، إن الأزمة العالمية وتراجع أسعار الحديد وراء تحقيق شركة عز للصلب خسائر فى الربع الأخير من عام 2008، حيث حققت خسائر 300 مليون جنيه مقارنة بصافى ربح 582 مليون جنيه فى الربع الثالث من العام نفسه. وأضافت: مع رجوع العلاقة بين أسعار البيع وتكلفة المدخلات إلى حالتها الطبيعية، ستعود الشركة لتحقيق أرباح. وتبلغ كميات الحديد التركى والمستورد الموجودة فى المخازن والموانئ حاليا حوالى 200 ألف طن تم شراؤها بسعر يتراوح ما بين 400 و460 دولارًا، ومن المنتظر أن يصل السعر فى ظل حالة الركود وإحجام المستهلكين عن الشراء الى 3100 جنيه للمستهلك، وهو ما يثير قلق المصانع، خاصة أن عز متعاقد على بيع نسبة كبيرة من إنتاجه لشركات المقاولات، على عكس المصانع الأخرى التى تعتمد على التجزئة. وقال أسامه عبدالمنعم، المدير التجارى لشركة الهبة، إن الركود سيطر على السوق فى النصف الثانى من الشهر الماضى، وان رفع مجموعة عز أسعارها، دون مبرر يُذكر، ضاعف الركود، مشيرًا إلى أن حركة البيع شبه متوقفة. وأكد محمد حنفى، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية، أنه ليس معنى أن شركات الحديد رفعت الأسعار لشهر مايو أن الأسعار ستستمر فى الصعود، متوقعا أن يشهد العام الجارى تذبذبًا فى السعر ما بين الصعود والهبوط، وربما ينخفض السعر الشهر المقبل. وقال حمدى الصفطاوى، تاجر، إن الركود فى مبيعات الحديد مازال مستمرًا، ولا يوجد إقبال حتى الآن على شراء الحديد المحلى ولا المستورد. وقال جورج متى، رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز، إن الزيادة التى قررتها مجموعته لشهر مايو كانت مؤجلة منذ إعلان أسعار أبريل الماضى، نافيا ان يكون لدى الشركة مخزون كبير كان يمكن استخدامه فى تثبيت الأسعار فى الشهر الجارى. وقسمت مجموعة عز الجمهورية إلى أربع مناطق وحددت سعر بيع مختلفًا فى الجملة والتجزئة لكل منطقة، وبلغت للمستهلكين بالمنطقة الغربية والإسكندرية 3310 للمستهلك، وفى الدلتا والقاهرة 3330 جنيها، ومحافظات شمال الصعيد حتى أسيوط 3360 جنيها للطن للمستهلك، و3385 جنيها للمستهلك بمحافظات شمال وجنوبسيناء والبحر الأحمر ومحافظات جنوب الصعيد حتى أسوان. وحددت مجموعة «بشاى» سعر الطن تسليم مصنع ب3150 جنيها ليصل الى المستهلك ب3300 جنيها، ورفعت شركتا مصر الوطنية والسويس للصلب أسعارهما الى 3150 جنيها للطن تسليم مصنع و3300 للمستهلك. وقال محمد المراكبى، مُصنع، إن أسعار بيع مصنعه لشهر مايو ستكون 3100 جنيه تسليم مصنع و3250 جنيها للمستهلك.