اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية فى أحدث تقرير لها إيران بأنها «تظل الدولة الأكثر رعاية للإرهاب فى العالم»، فى حين يبقى تنظيم القاعدة الذى أعاد بناء نفسه فى المناطق القبلية بباكستان «التهديد الأكبر». وأشار التقرير إلي دعم إيران لفيلق القدس، وحدة النخبة فى جهاز الحرس الثورى الإيرانى ولحركة حماس الفلسطينية وحزب الله الشيعى اللبنانى وللمتطرفين فى العراق ولطالبان فى أفغانستان. كما ندد التقرير السنوى بسوريا، التى اتهمها بتقديم دعم مالى لحزب الله والحركات الفلسطينية المعارضة لمسيرة السلام، فضلاً عن علاقتها الوثيقة مع إيران التى تعززت خلال 2008. وجاء فى التقرير: «بالرغم من أن المسؤولين السوريين والعراقيين كانوا يلتقون بانتظام خلال العام فى السر والعلانية لبحث تعزيز الرقابة على الحدود وإجراءات أخرى ضرورية لمحاربة تدفق المقاتلين الأجانب على العراق، فإن النتائجة الملموسة كانت قليلة». فى الوقت نفسه، تبقى كوبا ضمن هذه اللائحة السوداء لأن نظامها يواصل منح حق اللجوء لنشاطى مجموعات تعتبرها واشنطن إرهابية رغم أن التقرير أشار إلى أن الولاياتالمتحدة لم تلاحظ أى إشارة تدل على أن كوبا تمول أنشطة إرهابية أو عمليات غسيل أموال لأهداف إرهابية. فى المقابل، شكل وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى والكوبى برونو رودريجيز جبهة مشتركة فى هافانا، للتنديد بالتقرير الأمريكى واصفين سياسة واشنطن ب«العنصرية» أو «الإرهابية». وقال متقى، فى مؤتمر صحفى فى ختام اجتماع لحركة دول عدم الانحياز أمس الأول: «لدعمها النظام الصهيونى والعنصرية والاحتلال ولكل ما جرى فى سجن جوانتانامو لا تملك الولاياتالمتحدة الصلاحية لوضع دول أخرى فى قفص الاتهام». وأضاف: «إن سياسة المكيالين التى تنتهجها الولاياتالمتحدة معروفة فى العالم أجمع، ليس هناك أى شىء جديد فى هذا التقرير». فى نفس السياق، قال الوزير الكوبى للعلاقات الخارجية برونو رودريجيز: «لا نعترف بأى سلطة سياسية أو معنوية لحكومة الولاياتالمتحدة لوضع هذه اللائحة، أيا يكن موضوعها، أو تحديد السلوك الجيد أو السيئ». وأضاف: «لكننى أعتقد أن أحدا لا يعطى أهمية ولا يقرأ هذه الوثائق لأن من المعروف أن مؤلفها منحرف دوليا»، فيما اعتبر وزير الخارجية الفنزويلى نيكولاس مادورو، الذى تتعرض حكومته الحليفة لكوبا لانتقادات فى التقرير الأمريكى، أن هذا التقرير يدل بوضوح على التناقض القائم داخل الإدارة الأمريكية.