بعيدا عن الأدوار الرومانسية والكوميدية التى عرفت بها، خاضت نيللى كريم تجربة مميزة فى مسلسل «هدوء نسبى»، حيث قدمت دور المراسلة الحربية المصرية «ناهد» التى تستقيل من التليفزيون لتعمل فى إحدى الفضائيات، وتنتقل إلى العراق لتشارك زملاءها من جنسيات عربية مختلفة نقل الأحداث إلى المشاهدين وسط صخب الحرب الأمريكية على بغداد وعمليات الاعتقالات والتعذيب، وعلى الهامش تربطها قصة حب بزميل سورى بعد طلاقها من زوجها المصرى.. حول هذه التجربة تحدثت نيللى إلى «المصرى اليوم». ■ كيف جاءت مشاركتك فى المسلسل؟ - رشحت له من قبل المخرج شوقى الماجرى والجهة المنتجة، وقد شجعنى الموضوع نفسه لأنه أول عمل يتناول الحرب على العراق، كما شجعنى تولى الماجرى مهمة الإخراج، وكنت قد شاهدت له عدة أعمال من قبل أعجبتنى جداً منها «أسمهان» و«الاجتياح»، ولذلك كان أول سبب لموافقتى على المسلسل هو الماجرى ثم الموضوع المهم الذى يتناوله. ■ لكن تردد أن أجرك المرتفع فى المسلسل وراء قبولك المشاركة فيه؟ - حصلت على أجر جيد عن العمل، لكن ذلك ليس السبب وراء قبولى له، بل لأنه لشوقى الماجرى ويتناول العراق والمخاطر التى تواجه الصحفيين، وأحيانا تعرض علىّ أعمال سيئة، لكن سيناريو «هدوء نسبى» كان يحمل واقعية شديدة وقدم بشكل جيد جداً، وهو عمل محترم وأعجب الجمهور، وهناك أعمال لا أحسب كم سأخذ منها، بل أعملها بأى أجر، وحين عملت مع يوسف شاهين مثلاً لم أسأله «حاخد كام» لأننى واثقة من تقديمه لعمل محترم، فالمهم هو المخرج الذى سأعمل معه والورق وليس الأجر. ■ ما الذى أعجبك فى الدور؟ - دور «ناهد» صحفية مصرية فى أحدى القنوات الفضائية تغطى الأحداث المشتعلة فى العراق، شخصية جديدة على تماما، لم أقدمها من قبل، خاصة أن العمل جاد وهذا أيضا أمر جديد على. ■ هل التقيت بمراسلات حربيات لمعرفة أبعاد الشخصية؟ - لم ألتق بأحد، كما لم أحاول أن أقلد أحداً، وقد شاهدت العديد من المراسلين أثناء متابعتنا للحرب وسقوط بغداد، وهناك أسماء كنا نتابعها بتركيز، ومن خلال الأحداث كنا نلمس على وجوههم ما يحدث لهم ونشعر بالقلق ونحن جالسون أمام شاشات التليفزيون لما يتعرضون له. ■ إذن.. كيف استعددت للشخصية؟ - لم أستطع القيام بأى استعدادات قبل سفرى للتصوير فى سوريا، فظروف التصوير لم تسمح لى بذلك، حيث عرض على الدور، وبمجرد موافقتى عليه سافرت لبدء التصوير. ■ بدت شخصية «ناهد» شديدة التماسك رغم هول الأحداث التى مرت بها وزملائها؟ - الشخصية أمامها حل من اثنين: إما الانهيار وهذا صعب لأن مهنة الصحفى ترفض ذلك أو المواصلة والثبات وهو المطلوب، وصدقينى لقد كنا نتأثر كثيرا فى مشاهد الدمار والانفجارات التى كانت عادية وتملأ أحداث المسلسل ونعرف إنها مصطنعة وليست قذائف حقيقية، وفكرت فى أن المراسل يجب أن يكون متماسكًا وأعصابه هادئة وسط هذا الدمار والانفجارات حوله والتى تكون حقيقية إلا فى أحداث مثل سقوط بغداد والتى تؤدى إلى انهياره. ■ واجهت بعض المشاكل فى نطق اللغة العربية الفصحى فى مشاهد بث التقارير. - اللغة العربية الفصحى كانت صعبة قليلاً علىّ، وقد حاولت أن أنطقها على «قد ما أقدر»، المهم أننى قدمت الإحساس وليس قراءة التقارير، وأحيانا كان هناك بعض المشاعر من شدتها لم يخرج منى الكلام بسببها، وحقيقة الأمر أن مهنة المراسل صعبة للغاية. ■ كيف تعاملت مع مشهد سقوط بغداد؟ - هذا المشهد كان ثقيلا جدا على كل الممثلين، وكل واحد منا قدمه بإحساسه، فعابد مثله بشكل، وأنا أدمعت خلاله، فاسترجاع لحظات سقوط بغداد التى تابعناها عبر الشاشات التليفزيونية لم يكن أمراً سهلا علينا، خاصة ونحن نتقمص شخصيات مراسلين ينقلون الحدث، وقد صورنا هذا المشهد على عدة مراحل، وقبل دوران الكاميرا جلست وفكرت كما فعل زملائى أن العراق سقطت واسترجعت كل أحاسيسى التى شاهدتها فى التليفزيون، ولا أظن أن سقوط بغداد كان هينا أو عاديا على أى عربى. ■ أى المشاهد كانت صعبة عليك؟ - مشاهد الانفجارات، خاصة وأنا أمام الكاميرا وأقدم التقارير، أيضا كنا نصور بملابس شتوية فى عز الحر، حيث درجات الحرارة أشد من محافظة الأقصر لدينا. ■ كيف ترين تجربة العمل فى مسلسل يضم جنسيات عربية مختلفة؟ - التجربة جيدة جداً، وسعيدة جدا بتعاملى مع كل هؤلاء النجوم من أنحاء العالم العربى المختلفة، على المستويين الإنسانى والفنى، فكل المشاركين فى العمل أسماء كبيرة فى بلادهم، وقد كانت أول مرة أتعامل مع هؤلاء النجوم، لكنهم ممتازون جدا ويتمتعون بصدق شديد فى أدائهم، وكل نجم له ثقله ونجوميته، رغم أن هذه الأسماء غريبة على الجمهور المصرى لكننا كفنانين نعرفهم جيدا،، باستثناء الفنانين العراقيين الذين تمسهم القضية بشكل خاص، ولذلك كان نجاح المسلسل ورد الفعل الكبير الذى حظى به فى العراق، وعامة أتمنى أن نتوقف عن تصنيف المسلسل حسب جنسيته، والنظر إلى ائتلاف وذوبان الجنسيات كلها، فشوقى تونسى صور فى سوريا وسط طاقم فنانين وفنيين من مصر وفرنسا وأمريكا وسوريا وعمان والعراق، وكل ممثل مهما كان دوره صغيراً أو كبيرًا كان ظاهراً ومهماً فى الأحداث، والدراما تعطينا فرصة لأن نقدم كل شىء بعيدا عن جنسيته.