واصل الوفد المصرى فى باريس لقاءاته واتصالاته أمس على جميع المستويات لحشد التأييد لفاروق حسنى، وزير الثقافة، سعيا وراء الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، فى الانتخابات التى عقدت الجولة الثالثة منها عصر أمس، ورغم حصول حسنى على 23 صوتا فى الجولة الثانية فإن مشاعر القلق والحذر مازالت سائدة بين الوفد المصرى نظرا للحملات الشرسة التى يواجهها ترشيح الوزير. وانسحب أمس المرشح الروسى الكسندر ياكوفينكو، وكذلك المرشح التنزانى سوسبيتر موهونجو من السباق على الفوز بالمنصب. وذكر مصدر باليونسكو أن هذين الانسحابين يصبان فى صالح المرشح المصرى، والذى حصل أمس على 23 صوتا فى المرحلة الثانية من الانتخابات. وقالت مصادر مطلعة ل«المصرى اليوم» إن «الاتصالات بالدول أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو، البالغ عددهم 58 عضوا، تتم على جميع المستويات بما فى ذلك رؤساء الدول ووزراء الخارجية، ولا تقتصر على اتصالات الوفد المصرى بالسفراء الأعضاء فى المنظمة». وتوقعت المصادر ألا يتم حسم الانتخابات من هذه الجولة، وقالت «ربما يحتاج الأمر إلى جولة رابعة وخامسة»، مشيرة إلى «انسحاب مرشح تنزانيا لصالح المرشح المصرى». وشهدت الساعات الأولى من صباح أمس نشاطا مصريا مكثفا للحصول على مزيد من الأصوات بعد انسحاب مرشحى تنزانيا وروسيا، وكذلك جهود للحصول على بعض الأصوات من مرشح ليتوانيا، حيث ترددت أنباء عن انسحابه هو الآخر لم تتأكد حتى الآن. وقال حسام نصار، مستشار الوزير لحملة اليونسكو، «إن الوفد أجرى عددا كبيرا من اللقاءات فى باريس مع أعضاء المجلس التنفيذى، لحشد التأييد لحسنى، والتأكيد على الدول التى منحتنا صوتها فى الجولتين الأولى والثانية على أن تمنحنا صوتها فى الجولة الثالثة أيضا، مع محاولة الحصول على أصوات جديدة من المرشحين الذين لم يحصلوا على عدد كبير من الأصوات». وأضاف نصار «أن المرشح المصرى يواجه حربا على جميع المستويات ومن جميع التحالفات وعلى كل الجبهات، من خلال وسائل الإعلام، وذلك بهدف أن يفقد نصار ولو صوتا واحدا من الأصوات التى حصل عليها ليظهر للعالم أنه يتراجع». وأعرب نصار عن أمله فى أن يتمكن حسنى من إنهاء المنافسة فى الجولة الثالثة، وإن لم يكن فى الخامسة لأن «الجولة الرابعة لن تنهى السباق على المنصب»، وتوقع نصار أن تشهد الجولة الثالثة من الانتخابات انسحاب بعض المرشحين الذين لم يحصلوا على عدد كافٍ من الأصوات فى المرحلتين الأولى والثانية. وعبرت بعض الجاليات العربية والإسلامية عن سعادتها بمواصلة فاروق حسنى نجاحه فى المرحلة الثانية، كما أبدى بعض الفرنسيين استياءهم من تواصل حملة الصحف الفرنسية ضد فاروق حسنى. وعلى الجانب الآخر، تواجدت مرشحة النمسا بينيتا فيرو فالدنر، والتى تحتل المركز الثانى فى سباق اليونسكو برصيد 9 أصوات، منذ الصباح الباكر فى اليونسكو للعمل على كسب مزيد من الأصوات، وأعربت فيريرو ل«المصرى اليوم» عن أملها فى كسب مزيد من الأصوات فى الجولة الثالثة بعدما استطاعت الحصول على أصوات إضافية فى الجولة الثانية. وقالت فالدنر إنها تدرك حجم المهمة وصعوبتها فى ظل ضيق الوقت، ورفضت التعليق على فرص أى مرشح، قائلة إنها سعيدة بوجود وسائل إعلام مصرية تسعى للحديث معها، وهو أمر إيجابى يشعرها شخصيا بالسعادة، ويؤكد حدوث تطور فى رسائل الإعلام المصرية، لكنها لا تسيطيع الحديث عن أى شىء فى الوقت الحالى. وقال مسؤول رفيع فى اليونسكو، رفض ذكر اسمه، إنه بصرف النظر عن المرشح الذى سيدعمه الأوروبيون، سواء كان «فالدنر» أو أى مرشح آخر، فإنه سيجد احتياطى أصوات كبيرا يمكن أن يقلب موازين القوى فى هذه الانتخابات. وأضاف المصدر الأوروبى أنه حتى وإن كان الفرنسيون يدعمون «فاروق حسنى»، وفق المصادر الدبلوماسية المصرية، فإن أحدا لم يتحدث عن المعالم المحددة لهذا الدعم الذى يمكن أن يتحول، فى نهاية الأمر، إلى دعم شكلى دون مضمون حقيقى. وتشير مصادر أخرى فى اليونسكو إلى أن حملة المرشحة النمساوية تتمتع بديناميكية صاعدة، وإن كانت قد بدأت من 7 أصوات فقط فى الدورة الأولى، حيث تمكنت من الحصول على صوتين إضافيين فى الدورة الثانية، فضلا عن أن جميع المرشحين الآخرين تقريبا يواصلون حملتهم، بينما كان من المنتظر، ووفق توقعات المقربين من «فاروق حسنى»، أن ينسحب أحد المرشحين الأفريقيين لصالح المرشح المصرى فى الدورة الثانية. من جانبه، قال صالح فروهود، رئيس الجالية المصرية فى باريس، ل«المصرى اليوم» إن هناك حالة من الاستياء وسط أبناء الجالية المصرية، بسبب تواصل الحملة التى شنتها الصحف الفرنسية كل يوم ضد مصر ومرشحها، بحثا عن أسباب كذريعة للهجوم، حتى لو أعادت نشر ما تنشره الصحف الأخرى. ويظل الخطر الرئيسى الذى يهدد فاروق حسنى فى الانتخابات، هو احتمال توصل الجانب الأوروبى إلى اتفاق بين المرشحين الثلاثة النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر، التى حصلت أمس على 9 أصوات وجاءت فى المركز الثانى، والبلغارية ارينا بوكوفا، التى حصلت على 8 أصوت، والليتوانية اينا مارشيليونتى، التى حصلت على 4 أصوات، لأن تركيز هذه الأصوات على مرشح أوروبى واحد، سيكون بمثابة خطر حقيقى على المرشح المصرى. وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلى من ترشيح فاروق حسنى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، بيجال بالمور، أن إسرائيل أسقطت اعتراضها على ترشيح حسنى للمنصب، وإن كانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أوضحت أن مسؤولين بارزين فى الدولة العبرية يعملون على إحباط مسعاه، رغم تأكيدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تعرقل الأمر.