عقب إعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو، بدأ فاروق حسنى وزير الثقافة والوفد المصرى فى المنظمة التحرك للحفاظ على الأصوات التى حصل عليها فى الجولة الأولى، وسعيا وراء استكمال النسبة لتحقيق الفوز. وتفوق وزير الثقافة على منافسيه فى الجولة الأولى من الانتخابات على منصب مدير عام اليونسكو، التى عقدت مساء أمس الأول، وحصل على 22 صوتاً، لكنه لم يحصل على النسبة التى تؤهله للفوز بالمنصب الدولى، وهى الأغلبية + 1 أى 30 صوتاً، من بين 58 صوتاً هى عدد أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو. وتسود حالة من «الارتياح الحذر والترقب» وسط الوفد المصرى المحيط بحسنى. ووصفت الدكتورة شادية قناوى، رئيس وفد مصر الدائم لدى اليونسكو، الجولة الثانية من الانتخابات بأنها «الأصعب»، وقالت ل«المصرى اليوم»: نحن مطالبون بالحفاظ على القمة، والحصول على مزيد من الأصوات، مشيرة إلى أنه «لم يحدث فى تاريخ المنظمة أن حصل مرشح على 22 صوتاً فى الجولة الأولى». وأوضحت أن «الوفد المصرى فى اليونسكو أجرى مشاورات مع المجموعة العربية فور انتهاء الجولة الأولى مساء أمس الأول، لتنسيق العمل، إذ يقوم كل سفير بمقابلة سفراء الدول الذين يعرفهم للحصول على دعمهم»، وقالت: «لمسنا تعاوناً رائعاً من الدول العربية». ولفتت إلى أنه عقب الاجتماع مع المجموعة العربية تم تشكيل غرفة عمليات التقى فيها الوفد المرافق لوزير الثقافة ووزير التعليم العالى هانى هلال، وأفراد بعثة اليونسكو، واستمر الاجتماع حتى الثانية فجر أمس لتحديد المهام، وتقسيم العمل، وقالت: «نحن مطالبون بمقابلة جميع أعضاء المجلس التنفيذى من جديد للحصول على دعمهم، باستثناء 3 دول نعرف أنها لن تدعمنا بينها الولاياتالمتحدة». وحول إمكانية خسارة جزء من الأصوات التى حصل عليها وزير الثقافة فى الجولة الأولى قالت نادية: «كل شىء جائز، ونحن نعمل بكل ما أوتينا من قوة، وهناك اتصالات تتم على مستوى رؤساء الدول ووزارة الخارجية لضمان الحصول على المزيد من الأصوات». وأضافت: «نحن نلتقى جميع الدول التى لم نتأكد من أنها أعطت صوتها للمرشح المصرى، والمرشحين الذين لم يحصلوا على عدد كاف من الأصوات، ومن الممكن أن تكون لهم مصالح فى فوز المرشح المصرى، فضلاً عن التأكيد على البلدان التى حصلنا على أصواتها فى الجولة الأولى، لضمان الحصول على أصواتها فى الجولة الثانية أيضاً». وشهدت الساعات التى تلت الجولة الأولى وحتى بدء الجولة الثانية مساء أمس اتصالات وتحركات ومناورات مكثفة لدى الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى للمنظمة، وتنقسم إلى 6 مناطق جغرافية، وهى: مجموعة غرب أوروبا وتضم 9 دول، ومجموعة شرق أوروبا وتضم 7 دول، ومجموعة أمريكا الجنوبية تضم 10 دول، ومجموعة آسيا وتضم 12 دولة، والمجموعة الأفريقية وتضم 13 دولة، والمجموعة العربية وتضم 7 دول. وفى حالة فوز وزير الثقافة بالمنصب، فإنه سيكون أول عربى وثانى أفريقى فى تاريخ المنظمة يشغل منصب مدير عام اليونسكو، حيث سبق أن تولى السنغالى أمادو مختار المنصب خلال الفترة من 1974 إلى 1987. ومع اقتراب حسنى من الفوز تواصلت حملة الانتقادات الغربية ضد ترشيحه، وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن اليهود قلقون من نتيجة انتخابات اليونسكو، مشيرة إلى أن «وزير الثقافة المصرى الذى هدد مرة بحرق الكتب الإسرائيلية، قد يصبح الواجهة لذراع الأممالمتحدة للثقافة والتعليم». وأضافت، فى تقرير لها أمس الأول، أن حسنى هو المرشح الرئيسى للمنصب رغم «مخاوف الناشطين اليهود من عدم تعامله بعدالة مع إسرائيل، ومن إمكانية الثقة برجل يمارس الرقابة فى دولته لتولى هذا المنصب الدولى». وتابعت: «مهما كان الفائز فإن سمعة اليونسكو المستعادة أخيراً على المحك»، مشيرة إلى أن اليونسكو كانت متهمة بسوء الإدارة حتى جاء مديرها الحالى اليابانى كوشيرو ماتسورا، الذى انتخب عام 1999، وساهم عمله فى عودة الولاياتالمتحدة للمنظمة بعدما تركتها عام 1984، متهمة إياها بالفساد ومعاداة الغرب. ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن اليونسكو لم تحظ بمدير عربى من قبل منذ إنشائها عام 1945، وقالت إن «مصر تدفع ترشيح حسنى بقوة، وعندما تخلت إسرائيل عن معارضتها له بدا الطريق مفتوحاً أمامه».