يعقد المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، مساء اليوم، الجولة الأولى من الانتخابات على منصب المدير العام للمنظمة، الذى يتنافس عليه 9 مرشحين، بينهم فاروق حسنى، وزير الثقافة، وسط حالة من الارتياح تسود الوفد المرافق للمرشح المصرى، بإمكانية الفوز من الجولة الأولى. وعلمت «المصرى اليوم» أن فرنسا قررت تأييد وزير الثقافة فى الانتخابات، وقال مصدر فى قصر الإليزيه إن «فرنسا أصدرت توجيهات صريحة لسفيرتها فى المنظمة، كرستين كولان، بأن يكون التصويت للمرشح المصرى فى كل الجولات». وأضاف المصدر أنه عقب إلقاء وزير الثقافة خطابه أمام أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو، أمس الأول، باللغة الفرنسية، وأداؤه «المبهر» فى الرد على الأسئلة، قالت السفيرة الفرنسية فى اليونسكو «فاروق حسنى بهذا الخطاب الرائع كان خير دفاع عن اللغة الفرنسية». وقالت مصادر داخل اليونسكو «هناك إجماع بين أعضاء المنظمة على أن خطاب حسنى كان الأقوى، وأنه حظى باهتمام واضح من الجميع، سواء السفراء أو وسائل الاعلام، التى حرصت على اللحاق بحسنى بعد الخطاب والحصول على تصريحات منه، فى الوقت الذى خرج فيه مرشحون آخرون دون أن ينتبه لهم أحد». وأضافت أن «حسنى قدم فى خطابه رؤية شاملة وجديدة لإدارة المنظمة فى جميع المجالات، على عكس بعض المرشحين، الذين لم يأتوا بجديد»، مشيرا إلى أن مرشح تنزانيا « لم يقدم جديدا فى خطابه، حتى إنه عندما سئل عن الجديد الذى ينوى عمله فى اليونسكو، أجابهم بأنه عندما يصبح مديرا عاما سيفكر فى الجديد». وأضافت المصادر أن هناك أصواتاً غير متوقعة بدأت فى الإعلان عن تأييدها للمرشح المصرى، مثل لوكسمبورج، مشيرة إلى أن هناك «إحساساً لدى الوفد المصرى المرافق لحسنى بإمكانية حسم الانتخابات من الجولة الأولى والفوز بالمنصب الدولى»، رغم أن هذا لم يحدث فى تاريخ المنظمة، حيث إن المدير الحالى اليابانى، كويشيرو ماتسورا، فاز بالمنصب من الجولة الرابعة. وتابعت المصادر أن «وزير الثقافة والوفد المرافق له بدأوا أمس المفاوضات مع بعض المرشحين، الذين ليس لديهم فرص للفوز للحصول على أصواتهم وأصوات الدول التى تؤيدهم، مقابل منحهم بعض المناصب داخل المنظمة»، موضحة أن المفاوضات تتم مع الدول الأفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، «لإقناعهم بعدم وجود فرص كبيرة لمرشحى بنين وتنزانيا والإكوادور». وأشارت المصادر إلى أن السفير الأمريكى فى المنظمة، ديفيد كيلليون، «غير أسلوبه فى التعامل مع ترشيح وزير الثقافة، ولم يعد يعقد لقاءات علنية لمهاجمته، حتى إنه ذهب لحسنى وسلم عليه وأبدى رغبته فى التعرف عليه»، معربة عن اعتقادها بأن «يكون السفير الأمريكى قد تلقى تعليمات من واشنطن بتغيير أسلوبه». وقالت المصادر إن «الولاياتالمتحدة كانت تهدد بقطع تمويل المنظمة فى حال فوز حسنى، لكنها تراجعت عن هذا التهديد»، مشيرة إلى أنه «من غير الوارد أن تنسحب الولاياتالمتحدة مرة أخرى من المنظمة كما فعلت من قبل». وأضافت المصادر أن الجانب اليهودى أصبح «ضعيفا جدا» فى هجومه على حسنى، وذلك بعد فشل الكاتب هنرى ليفى فى جمع توقيعات على بيان جديد مضاد للوزير، كما فعل من قبل فى البيان الذى نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، مشيرة إلى أن مستشار الرئيس الفرنسى، هنرى جيانو، علق على ما ورد فى البيان الأخير لليفى بأنه « كلام غير مسؤول». وقالت المصادر إن المرشحة النمساوية ومفوضة العلاقات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، بنيتا فيريرو، قالت فى كلمتها إنها «ممثلة أوروبا والاتحاد الأوروبى، الذى يقدم مساعدات لدول العالم، ومصر من هذه الدول التى نعطيها معونات». وحول ما إذا كانت فيريرو تحاول الحصول على أصوات عبر تهديد الدول بإمكانية قطع المعونات التى تحصل عليها من الاتحاد الأوروبى، قالت المصادر «هذه المعونات تتم باتفاقيات ثنائية بين الدول، والاتحاد الأوروبى مجرد منفذ لها، وفيريرو لا تملك منح المعونات، أو منعها، لكنها أرادت أن توضح خلال كلمتها أنها منفتحة على العالم وتساعده». وفى سياق متصل، قال محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب، عضو الوفد المرافق لوزير الثقافة، للتليفزيون الفرنسى أمس الأول، إن العالم الغربى الآن «فى اختبار حقيقى»، موضحا أن حديث الغرب عن حوار الحضارات وقبول الآخر والتعدد الثقافى «على المحك» مع وجود مرشح عربى لليونسكو.