شهد المنتدى الاقتصادى العالمى حول الشرق الأوسط «دافوس» جدلاً شديد السخونة - وإن كان غير مباشر - بين عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، حول سبل وخيارات السلام، و«العدو الحقيقى» للمنطقة. ففى ندوة «مستقبل عملية السلام»، التى عقدت صباح أمس، ضمن فعاليات المنتدى، قال موسى: «إن العدو والخطر الحقيقى هو إسرائيل، وليس إيران، ولا يمكن لمصر والسعودية وتركيا أن تقلق من طهران وتتجاهل إسرائيل»، مطالبًا الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم التركيز على البرنامج النووى الإيرانى، بينما تترك واشنطن إسرائيل التى تملك بالفعل أسلحة نووية «حسب تأكيده». ورفض موسى - فى كلمته بالمنتدى الذى اختتم فعالياته فى الأردن أمس - استخدام مصطلح «الدولة اليهودية»، لأنه يتضمن - حسب قوله - «تمييزًا عرقيًا وعدم تسامح دينى»، كما طرح فكرة إقامة دولة واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين معًا، فى حال استمرت تل أبيب فى رفض فكرة الدولتين المتجاورتين، محذرًا من إمكانية اللجوء ل«خيار المقاومة»، بدلاً من الحلول السياسية، خاصة فى ظل ما اعتبره «عدم وجود شريك إسرائيلى جيد فى عملية السلام». فى المقابل، أبى الرئيس الإسرائيلى ألا يمر كلام موسى دون تعليق، فاستغل المؤتمر الصحفى الذى عقده فى ختام المنتدى ليرد على أمين عام الجامعة العربية، قائلاً: «أترك الرد لما قاله الرئيس حسنى مبارك حول إيران وحماس». كان الرئيس حسنى مبارك خصص جزءًا من خطابه فى عيد العمال للحديث عن الخلية الإرهابية، التى تم ضبطها فى مصر، والمعروفة باسم «خلية حزب الله»، قال فيه: «إن المنطقة العربية تواجه تهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة تحتضن الإرهاب والتطرف وتجاهر بعدائها للسلام، ومن المؤسف أن تستمر هذه القوى فى رفع شعارات الإسلام». وأضاف: «من المؤسف أيضًا أن تجد هذه القوى فى عالمنا العربى من يساند تحركها ومخططاتها، ومن ينصاع خوفًا أو طمعًا لأجندتها وتوجهاتها»، وهو ما اعتبره السياسيون والخبراء موجهًا لإيران وحزب الله وحماس.
