قال معهد بروكنجز الأمريكى للدراسات والأبحاث إن مصر تواجه اليوم «اختباراً قاسياً» يتمثل فى التحديات التى تواجهها كثير من المجتمعات العربية، موضحا أن خمس سكانها يعيشون فى فقر وأن حشود شبابها الغفيرة تعانى من البطالة أو عدم توافر العمل المناسب. ونبه المعهد فى تقريره تحت عنوان «الديمقراطية فى مصر: مكون مهم فى الشراكة الأمريكية - المصرية»، إلى أن كثيراً من المصريين يشعرون بالإحباط بسبب الركود الذى تعانيه بلادهم وقصور التنمية، مضيفا أنهم «ساخطون» على كل من السياسة الأمريكية وتحالف حكومتهم مع أمريكا. وقال إن مصر هى الحليف العربى الأكثر ارتباطا بأمريكا، مؤكدة أنها لاعب مركزى فى جهود السلام العربى - الإسرائيلى. وأكد المعهد فى تقرير له أمس أن مصر واشنطن وما ورائها يعتبرون مصر - ذات الحكومة المركزية، وعدد السكان الضخم المتنامى، ونفوذها الثقافى عبر العالم العربى - دعامة أساسية للاستقرار الإقليمى، متسائلاً هل يتعرض ذلك الاستقرار للخطر؟ وأضاف: «على الرغم من أن بعض الجهود المبذولة فى الإصلاحات السياسية والاقتصادية، إلا أن سجل مصر الخاص بالحقوق والحريات الأساسية قد تراجع منذ عام 2005». وأكد المعهد أن حسنى مبارك كان «سبباً رئيسياً» لاستقرار مصر الطويل، مضيفاً أن مبارك وضع البلاد فى حالة طوارئ مع ممارسة نشاط سياسى يتسم بالدهاء، والقوة «الوحشية» وبعض الحظ، ودحر الإسلاميين المتطرفين داخل مصر وأعاد البلاد من العزلة الإقليمية التى تكبدتها بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وذلك بعد أن أخذ زمام السلطة فى فترة الاضطراب التى أعقبت اغتيال السادات فى 1981. واستدرك المعهد بأن مبارك لم يضع خططا واضحة عمن يخلفه، منبها إلى أن منصب نائب الرئيس «شاغر» ونجله جمال مبارك يعتبر، على نطاق واسع، «خليفته المحتمل» بعد أن صعد بسرعة فى الحزب الوطنى الحاكم. وأكد التقرير أن مصر - بالنسبة للولايات المتحدة - تجسد معضلات أساسية تواجهها واشنطن فى محاولة تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية بعد رحيل إدارة بوش الذى تبنى أجندة الحرية. ودعا إلى ضرورة أن تفكر واشنطن فى زيادة دعمها لمصر ل«تسهيل» التقدم، إذا كان بمقدور كل من البلدين الاتفاق على أهداف مشتركة للإصلاح، مشيراً إلى أن المعونة الاقتصادية الأمريكية لمصر أخذت فى الانخفاض على مدار 11 عاما، على الرغم من أن الشعب المصرى لايزال يفتقر إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم بشكل كاف، مؤكدا أن زيادة المعونة التى تمول التنمية وتحسين الحكم سوف تعمل على تحسين حياة المصريين وزيادة العلاقات الودية. واستدرك بأنه لكى تتحقق هذه الأهداف، فإنه يجب أن تعتمد أى زيادة للمعونة على مؤشرات الإصلاح السياسى، وأن يتم تخصيص جزء من المعونة لمشروع يدعم الحكم الرشيد.