عقد الرئيس حسنى مبارك مباحثات أمس مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال زيارته التى يقوم بها للعاصمة الأمريكيةواشنطن وهى الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس مبارك لواشنطن خلال خمس سنوات. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ناقش مع الرئيس مبارك جميع القضايا «المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط». بما فى ذلك مكافحة التطرف والإرهاب، ودفع السلام العربى الإسرائيلى، وتعزيز الإصلاح فى جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأضاف المسؤول أن الرئيس أوباما «سوف يرغب بشكل خاص فى مناقشة كيف تستطيع الدول العربية المساعدة فى خلق سياق لإطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، من خلال الموافقة على القيام بمبادرات تجاه إسرائيل فى سياق مبادرة السلام العربية». كان الرئيس مبارك قد التقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس الأول الاثنين. وقالت كلينتون عقب اللقاء «إن الأجواء إيجابية وهناك فرصة جيدة للتحرك من أجل إعادة إطلاق عملية السلام وتحقيق تقدم فى هذا الاتجاه». وحول الموعد المقرر لإعلان أوباما رؤيته من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط قالت كلينتون إن الإدارة الأمريكية تعمل حالياً على بلورة هذه الرؤية وانه سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها. وأشارت إلى أنها لا تستطيع التحدث بشأن أفكار الرئيس أوباما والرؤية الأمريكية فى الوقت الحالى «لأن هذا الموضوع سيعلنه الرئيس بنفسه فى الوقت الذى يراه مناسباً». وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس حسنى مبارك أكد خلال مقابلاته العديدة أمس الأول ونشاطه المكثف فى العاصمة الأمريكية ضرورة الاهتمام بعملية السلام فى الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح السلام فى المنطقة والعالم وأنه طرح خلال هذه اللقاءات رؤية مصر لكسر الجمود الحالى لعملية السلام. وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى أن الرئيس مبارك وهيلارى كلينتون تطرقا إلى مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر. وقال كراولى: إنهما بحثا أيضاً الوضع فى إيران والسودان وباكستان وأفغانستان. وأضاف أن حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر «هما مصدر قلق دائم للولايات المتحدة». وتابع: إن هذه المسألة تشكل جزءاً من محادثاتنا الجارية مع مصر، إنه شىء نتطرق إليه فى كل لقاء على مستوى عال، موضحاً أن الولاياتالمتحدة سوف «تواصل إثارة هذه المشكلة». من جهه أخرى، التقى أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية المصرى، مع إلين تاوتشر، وكيلة الخارجية الأمريكية لشؤون ضبط التسلح والأمن الدولى. وأكد أبوالغيط على أهمية تضافر جميع الجهود من قبل الولاياتالمتحدة من أجل تنفيذ القرار الخاص بالشرق الأوسط لعام 1995 والصادر عن مؤتمر مد ومراجعة المعاهدة الذى انعقد فى هذا العام كجزء لا يتجزأ من صفقة التمديد اللانهائى للمعاهدة. وشدد أبوالغيط على المسؤولية الخاصة التى تقع على عاتق الولاياتالمتحدة للعمل الجاد نحو تنفيذ القرار باعتبارها أحد الذين تبنوا هذا القرار وهو القرار الذى يطالب بانضمام جميع الدول فى الشرق الأوسط إلى المعاهدة وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وباقى أسلحة الدمار الشامل إلى الشرق الأوسط. وأوضح أبوالغيط أن الأوضاع الأمنية القائمة فى الشرق الأوسط لا تحتمل وجود أى برنامج نووى غير خاضع لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوضح أن على الولاياتالمتحدة الآن التفاعل بإيجابية مع المقترحات المصرية المحددة التى سبق تقديمها إلى اللجان التحضيرية الثلاث لمؤتمر المراجعة وهى المقترحات التى تتضمن اقتراحاً بانعقاد مؤتمر دولى لمناقشة السبل والوسائل الكفيلة بتنفيذ قرار الشرق الأوسط وانضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم الانتشار النووى وإخضاع جميع منشآتها النووية إلى نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية وبما يسمح بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط.