انتخب المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الفلسطينى «فتح» محمود عباس «أبومازن»، رئيساً للحركة بالإجماع، بعد يوم من اتهام المسؤول الأمنى السابق فى قطاع غزة، محمد دحلان، للقيادة السياسية وصانعى القرار بالمسؤولية عن سقوط القطاع، وذلك خلال جلسة مسائية ساخنة، أمس الأول، فتح فيها الأعضاء الملف الحساس ل«سقوط» غزة على يد حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وانتقد دحلان لجنة التحقيق التى شكلت فى هذا الإطار، معتبراً أنها حاسبت الضعفاء ولم تحاسب الأقوياء، كما تحدث عن مؤامرة بالتنسيق مع دمشق، رافضاً تحديد أسماء من يشير إليهم. وفى غضون ذلك، أقر المؤتمر السادس لحركة التحرير الفلسطينى «فتح» فى بيت لحم عددًا من الوثائق السياسية وتقارير وتوصيات اللجان حول مدينة القدس والاستيطان وجدار الفصل العنصرى والأسرى والتى ستلتزم بها الحركة وتعمل على تنفيذها فى خطة عملها المستقبلية لحين عقد المؤتمر المقبل، وتبنى المؤتمر وثيقة سياسية بشأن مدينة القدسالمحتلة أكدت أنها «جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسى الفلسطينى»، وقال أعضاء المؤتمر إن «القدس، حق خالص للشعب الفلسطينى بكل مكوناته الدينية والوطنية الحضارية والإنسانية»، مشددين على أن «عودة القدس كاملة خط أحمر رسمه الشهيد ياسر عرفات». وأكدت حركة فتح رفضها المطلق لأى مشاريع تفاوضية أو اتفاقات مرحلية حول القدس، تتجاوز الحقوق الوطنية الثابتة والشرعية الدولية. وفى الوقت نفسه، قالت حركة فتح فى الوثيقة إن عليها أن ترفض بقاء الاستيطان بجميع أشكاله والجدار، والمستوطنين على الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وتؤكد رفضها المطلق لبناء جدار الفصل العنصرى والعمل على رفع الآثار السلبية التى ترتبت على إنشائه. وعلى الصعيد نفسه، أجل المؤتمر انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثورى مجددًا إلى اليوم الأحد، بعد أن كان من المقرر عقده أمس، وصرحت مصادر مطلعة بأن استمرار النقاش حول سبل مشاركة عناصر الحركة فى قطاع غزة فى انتخابات المؤتمر وعدم تمكن اللجان التى تم تشكيلها من إنهاء تقاريرها حال دون انطلاق العملية الانتخابية لكل من اللجنة المركزية والمجلس الثورى للحركة. وأضافت المصادر أن التقديرات داخل أوساط المؤتمر تؤكد أن عملية الانتخابات ستبدأ اليوم، فى وقت يتزايد فيه أعداد المرشحين لكل من الهيئتين القياديتين، إلى أن وصلت لأكثر من 100 للمركزية وما يزيد على 600 للمجلس الثورى. من ناحية أخرى، ردت «حماس» على تقارير تحدثت عن اعتماد اللجنة المركزية للحركة «اقتراحا خلاقا» يمكن أعضاء المؤتمر فى غزة من المشاركة فى الانتخابات تصويتا عبر الهاتف أو البريد الإلكترونى، بسلسلة استدعاءات لمرشحين من الحركة فى غزة، كان أبرزهم زكريا الأغا وإبراهيم أبوالنجا، وبدوره، قال مسؤول فى حركة «فتح» لم يذكر اسمه إن أجهزة الأمن التابعة ل»حماس» احتجزت عددًا من قادتها البارزين فى غزة، وهم زكريا الأغا وإبراهيم أبوالنجا وعبدالله أبوسمهدانة وعدد من أمناء سر الأقاليم،وهم ما نفته حماس. على صعيد آخر، أوقفت شركة توزيع الكهرباء فى محافظات غزة إحدى وحدات الإنتاج ال3 العاملة فى محطة توليد التيار الكهربائى بسبب نقص حاد فى كمية السولار الصناعى اللازم لتشغيلها، بما يهدد بعودة أزمة الكهرباء إلى القطاع المحاصر. وفى واشنطن، أكدت مصادر أمريكية لصحيفة «الحياة» أن الحديث عن مؤتمر سلام «سابق لأوانه»، وأن تركيز الإدارة الحالية ينصب على إرساء الأركان ال3 لإطلاق المفاوضات، وهى تجميد الاستيطان، والالتزامات الأمنية من جانب الفلسطينيين، والخطوات العربية باتجاه السلام، وحذرت المصادر من أن مثل هذه الخطوة ستكون مشروطة بضمان الأركان الثلاثة من الجهات الفلسطينية والإسرائيلية والعربية وأن غياب أى منها سيحبط مساعى مبعوث السلام للشرق الأوسط جورج ميتشل.