وقعت، أمس، اشتباكات بين الشرطة الإيرانية وعدد من المشاركين فى حفل تأبين لضحايا المظاهرات التى أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية أقيم فى مقبرة «بهجتى زهراء» جنوب العاصمة طهران، واستخدمت الشرطة الهراوات لتفريق نحو 500 شخص أتوا لتحية الضحايا، وقامت باعتقال عدد من المشاركين، فيما أرغمت الشرطة الإصلاحى المعارض مير حسين موسوى على مغادرة المقبرة. وكان شهود عيان أفادوا بأن 150 شرطيا انتشروا داخل المقبرة وأغلقوا 3 ممرات مؤدية لها، وكان موقع «قلم نيوز» الإيرانى قال فى وقت سابق إن موسوى والمرشح المهزوم كروبى سيذهبان إلى المقبرة لإحياء ذكرى الفتاة الإيرانية ندا سلطان أغا وضحايا آخرين، فى تحد لقرار المؤسسة الدينية الإيرانية بحظر التجمعات. وبعد ساعات من رفض السلطات الإيرانية السماح للمعارضة بإقامة حفل تأبين فى أكبر مساجد طهران فى الذكرى الأربعين لمقتل ندا وآخرين، ذكرت وكالة أنباء «فارس»- القريبة من الحرس الثورى الإيرانى- أن ندا «حية وموجودة الآن فى اليونان». ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن الوكالة الإيرانية قولها إن لديها أدلة على أن الفتاة التى بثت صورها مضرجة بدمائها، اتصلت بالسفارة الإيرانية فى أثينا، وأنها ستعود إلى طهران قريبًا. وذكرت وكالة فارس أيضاً أن وزارة الخارجية الإيرانية تدعم هذا التقرير. وفى تطور سابق، نقلت «العربية» عن قائد الشرطة الإيرانية، إسماعيل أحمدى مقدم، أمس الأول، إقراره بحدوث تجاوزات ضد المتظاهرين. حيث قال أحمدى إن رجال الشرطة تصرفوا فى بعض الحالات خارج سياق القانون، واعترف بأنهم مارسو العنف المفرط وارتكبوا بعض التجاوزات على حد تعبيره، واعتبر «أن الأضرار لم تكن كبيرة لكنها تترك آثاراً نفسية سيئة». ومن جهته، أدان الرئيس الإيرانى السابق الإصلاحى محمد خاتمى «الجرائم» ضد الذين أوقفوا خلال المظاهرات، وقال خاتمى «لا يكفى إغلاق مركز اعتقال والقول بأنه لا يطابق المعايير، ماذا يعنى لا يطابق المعايير؟ هل يعنى ذلك أن نظام التهوية والمراحيض لا تعمل؟»، واعتبر خاتمى أن «جرائم ارتكبت وهناك أناس فقدوا حياتهم». وكان مرشد الجمهورية، آية الله على خامنئى، أمر بإغلاق مركز كاهريزاك (جنوبطهران) للاعتقال لأنه «لا يطابق المعايير»، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية. وفى واشنطن، أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، «أسفها» لإساءات مزعومة للسجناء السياسيين فى إيران فى أعقاب الانتخابات وطالبت بإطلاق سراحهم على الفور.