وصل الرئيس محمد مرسي، عصر الأربعاء، إلى مطار العاصمة الألمانية برلين، حيث كان في استقباله طاقم السفارة المصرية برئاسة السفير دكتور محمد حجازي، الذي اصطحبه فورا إلى مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. رافق الرئيس، خلال زيارته القصيرة التي استغرقت بضع ساعات, كل من وزراء الخارجية والصناعة والتخطيط والتعاون الدولي ومساعد الرئيس للشؤون الخارجية ومستشاره لشؤون المصريين في الخارج. وكان من المقرر لزيارة مرسي أن تمتد إلى يومين، يتوجه بعدها إلى باريس. وأكد مصدر دبلوماسي في السفارة المصرية رفض ذكر اسمه أن تقليص مدة الزيارة يتعلق بالأوضاع المضطربة في مصر، ولا علاقة له بالمباحثات المصرية-الألمانية. وبالتزامن مع وصول مرسي، نظمت الجالية المصرية في برلين عدة وقفات احتجاجية، اعتراضا على استقبال ميركل للرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وارتدى بعض المتظاهرن أقنعة الملكلة الفرعونية «نفرتيتي»، واضعين عصابة على إحدى عينيها في إشارة لضحايا الرصاص المطاطي في مظاهرات التحرير العام الماضي. ونظم المتظاهرون الوقفة الاحتجاجية الأولى أمام مبنى المستشارية الألمانية، ودعت إليها منظمة العفو الدولية، التي وقع من خلالها أكثر من 9000 شخص على خطاب موجه لميركل يطالبها من خلاله بفتح ملف التعامل مع المتظاهرين في مصر أثناء محادثاتها مع مرسي. وقالت المنظمة الدولية في خطابها إن تلك الممارسات تضمنت انتهاكات لحقوق الإنسان وطالبت ألمانيا بوقف لتصدير المركبات المدرعة وذخائر الأسلحة الصغيرة لمصر. ورفع المتظاهرون لافتات بعضها ينادي بإسقاط حكم المرشد، وأخرى تصفه ب«الدكتاتور والمزور والقاتل»، وأخرى تقول: «أنت في ميدان تحرير برلين». وقال تامر إبراهيم، طالب في مجال العلاج الطبيعي، إن سبب انضمامه للوقفة هو اعتراضه على تمويل ألمانيا لحكومة الإخوان، وقال ل «المصري اليوم» إنه يرى أن «الحكومة المصرية تستخدم التمويل لقمع الشعب المصري وليس بهدف تطوير مصر». أما الوقفة الثانية، فمن المقرر أن ينظمها أفراد الجالية أمام مقر السفارة المصرية في برلين، خلال ساعات، أثناء لقاء الرئيس المصري مع ممثلي الجالية داخل مبنى السفارة. وقال عمرو الدالي، الذي يعمل في مجال إدارة الأعمال، ل«المصري اليوم» إنه يريد أن يعبر عن تضامنه مع المصريين، وأن يرسل إليهم برسالة مفادها أنهم ليسوا وحدهم، وأن الجالية الألمصرية في ألمانيا تشاركهم أحزانهم ومطالبهم المشروعة. وأضاف الدالي أنه يهدف إلى تعريف الرأي العام الألماني بما يحدث في مصر والضغط على الحكومة الألمانية، وعلى الدكتور مرسي «لسماع صوت العقل والحوار مع المعارضة ووقف العنف ومحاسبة المسؤولين عن قتل فوق ال 40 شهيد».
