بعد دراسة علمية وبحوث اجتماعية، أثبتت أن كل فرد يعيش بالقاهرة نصيبه نصف متر.. التلوث فى القاهرة وصل لحد الخوف والقلق، وأجهزة الدولة المعنية بما فيها وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية وجميع المسؤولين بالدولة.. أصبح التلوث صداعاً مزمناً فى رأس القاهرة، وكما ثبت بالتقارير العلمية أن ظاهرة العشوائيات هى التى تساعد على التلوث، وأصبحت الأمراض تحيط بنا من كل جانب، وأن كل هذا التلوث تلوث بيئى أو تلوث سمعى أو تلوث بصرى بالقبح الذى نراه من بعض الإعلانات على الحوائط ومكبرات الصوت، وأصبح للباعة الجائلين نصيب الأسد فى ازدياد التلوث وانتشاره بطريقة مخيفة، خاصة فى الأحياء الشعبية التى لا يسكن فيها بعض المسؤولين، أصبحت وكأنها فى أحراش آسياً أو أدغال أفريقيا، لذا ذكر الدكتور زكريا عزمى أن الفساد فى المحليات وصل إلى الركب. إننا نرى بعض الأحياء وقد صل الأمر فيها إلى حد الفوضى التى لا مثيل لها، والكثير من الشعب يعيش فى استكانة وتبلد وينضم إلى حزب (وأنا مالى) وكل شىء ممنوع هو الجائز.. وصار التلوث والازدحام وكل الأعمال المنافية لسلوك المجتمع المدنى المتحضر هى التى تسير، ومهما يشتكى بعض الأهالى للمسؤولين أو يكتب من الضجر ويئن من الآلام والفوضى فلا استجابة من المسؤولين على طريقة الكلاب تعوى والقافلة تسير، ولو أن مسؤولاً يمر من شارع أو حى سنجد الشوارع تلمع والنظافة على ما يرام وكأن الشعب مواطنون من الدرجة العاشرة والوضع صار وكأننا فى دولة فسادستان. والحل بتكاتف جميع طوائف الشعب قبل الحكومة والجهات التنفيذية، ونشر الوعى الاجتماعى الصحى والمفيد فى سلوك جميع أفراد المجتمع، واحترام القانون وتنفيذه على كل فرد، ودراسة السلوك الاجتماعى والأخلاقى فى المدارس، ويجب أن يؤدى الإعلام دوره فى المجتمع، وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير والغنى قبل الفقير، ويكون الكل سواسية أمام القانون حتى نصل إلى أن تكون القاهرة صالحة للحياة، وكذلك يتم نقل بعض الوزارات والمصالح الحكومية خارج القاهرة بالضواحى، ويوزع رجال المرور والأمن فى أنحاء القاهرة، وبهذا تصلح القاهرة أن تكون عاصمة مصر الحضارية التى هى فى خاطرى، وعروس الشرق كما كانت فى الماضى. أحمد النمر - عين شمس