ماذا يقصد من التعتيم المستمر، وإسدال الستار على مأساة «محرقة قصر ثقافة بنى سويف» التى لم نشعر فيها بأى اهتمام، وظللنا نترقب من يقف بجانبنا فى هذه المحنة، فلم نجد من المسؤولين إلا الإصرار على تجاهل الحدث، والهروب منه، وليذهب الضحايا والمصابون وأهاليهم إلى الجحيم. فمالى أرى من يطلقون عليها أجهزة الإنقاذ قد أصيبت بالشلل التام، والصمت المطبق، والتباطؤ، والاستهانة وعدم المبالاة، والاستخفاف بالحدث، فلا غوث لمستغيث ،ولاحياة لمن تنادى. إن إهدار حقوقنا من جانب المسؤولين فى وزارتى الثقافة والصحة وغيرهما، والنداءات المتواصلة بالصحف للمطالبة بهذه الحقوق واجب مفروض على المسؤولين وغير المسؤولين، وليس إلى حد الاستجداء وطلب الإحسان من المحسنين كما ورد فى مقال الكاتب الصحفى سمير فريد فى «المصرى اليوم» بتاريخ الثلاثاء الموافق7 يوليو 2009 تحت عنوان «صوت وصورة».. لقد شعرت بالمهانة والمذلة والألم وهو يكرر عبارة «لا أدرى» مستغربا ومستنكرا تجاهل المسؤولين وغيرهم لضحايا المحرقة، وهم صفوة من أنجبتهم مصر وجواهرها النفيسة!! إن التقارير الطبية التى علم بها القاصى والدانى منذ أربع سنوات، ومشاهد المحرقة كلها، مسجلة بالصوت، ولا تخفى على جميع أجهزة الدولة، وتعلمها علم اليقين وزارات الصحة والثقافة والداخلية، لكنها تتعمد تجاهل الحدث ومسؤوليته منذ البداية، بل تريد أن تكمم أفواه اهالى الضحايا والمصابين، وتفرض عليهم الصمت والنسيان، فكيف تفتح بابا هم قد تعمدوا إغلاقه، إنك حينئذ تؤرق النيام، وتضيع الأحلام!!.. إن ابنتى الشهيدة أولى شهيدات وشهداء محرقة قصر ثقافة بنى سويف التى أفدحنى الدهر بها، وكنت قد استجبت حينها لنداء أعلى السلطات فى الدولة، الذين طلبوا منى أن أعرض عليهم بيانات عنها، فسلمتهم البيانات وأرفقتها بالتماس أطلب فيه منهم أن يتاح لى تأدية فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، حيث قاربت الثمانين من العمر، وفقدت ابنتى الوحيدة، التى لا تعوضها كنوز الدنيا، ولم أجد أى استجابة!! والآن استكملت ملف ابنتى الشهيدة الذى كلفنى جهدا كبيرا على مدار أربع سنوات، وسجلت كل ما تمكنت من الحصول عليه من أعمالها على اسطوانة مدمجة وأرسلت نسختين منها لصحيفة «المصرى اليوم» لعل وعسى.. لقد سئمت من الترقب والانتظار أربع سنوات دون جدوى، أرجو أن أجد الآن بصيصا من الأمل لديكم. أحمد أحمد عطوة والد الشهيدة الدكتورة هناء الفيوم - مساكن الحادقة - عمارة 9 شقة 15
