يقول تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى23؛ وأهل بيت النبوة لهم كل تقدير وإجلال حال حياتهم ومماتهم، لكن أن ننسب لهم خصيصة الانتقام، أو إمكانهم الاتصال المادى بالأحياء!! ففى ذلك فساد فكرى أرجو أن يُنَزِّه أهل النقاء من الصوفية أنفسهم عنه... فالمحافظ عبد العظيم وزير حين منع الاحتفال بمولد السيدة زينب لم يأت بكبيرة، ولم يمنع شعيرة مفروضة من لدن الله، فكل من يريد الاحتفال بمولدها فليحتفل، لكن هل لابد أن يحتفل فى مكان الضريح ذاته؟؟ وما حال أهل البلدان الأخرى مثل ليبيا والسودان وتونس الذين لا يملكون رفاتا أو ضريحا، هل لابد أن يسافروا إلى محافظة القاهرة بمصر ليحتفلوا؟، ألن يقبل الله دينهم إلا بذلك الاحتفال؟.. وأصحاب صيحات الانتقام من رواد السينما والمسرح لأن المحافظ لم يمنع ارتيادهما، هل فى تلك الصيحات إرضاء لله وللسيدة زينب، وهل هذه هى أخلاق أهل الله من الصوفية النقية؟ وهل سيرتاح صدر المريدين والمحبين للسيدة زينب إذا ما مرض المحافظ أو أصابه مكروه؟، وهل تكون تلك المشاعر هى المشاعر السوية؟ أم أنها مشاعر الغل الذى نهى الله عنه فقال: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10؛ أم أنكم تتصورون أن المحافظ من الكفار؟، وهل تكون كرامات الأولياء فى إلحاق الأذى بالمسلمين. فلماذا لم تؤذ السيدة زينب اليهود الذين قتلوا أهل غزة ولبنان؟.. يا إخوانى، إن أهل المقابر لا سيطرة لهم على الأحياء، ولا لتراب المقابر فائدة، إنما تلكم خرافات متوارثة ما أمر بها رسول الله، وما فعلها صحابته من بعده، لكنها أفعال قوم استحسنوا أفكارهم، وجاء من بعدهم من اعتبر تلك الأفكار دينا!. مستشار/أحمد عبده ماهر داعية وباحث إسلامى- القاهرة