لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إلى استخدام مصطلحات سياسية تذكر بحقبة «النازية» لتبرير مساعى حكومته الرامية إلى اقتطاع المزيد من الأراضى العربية فى الضفة الغربية لتوسيع الاستيطان على حساب الدولة الفلسطينية المزعومة، وقال نتنياهو خلال لقائه وزير الخارجية الألمانى، فرانك شتاينماير، إن وقف الاستيطان فى الضفة الغربية سيجعل منها منطقة «مطهرة من اليهود»، وذلك فى إسقاط سياسى للتعبير النازى الشهير الخاص ب«تطهير» ألمانيا من اليهود. وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو أضاف لشتاينماير «ليس من المشروع جعل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) منطقة مطهرة من اليهود»، وهو ما لم يستطع وزير خارجية، ألمانيا، البلد الذى لا يزال يدفع ثمن عقدته بالذنب تجاه اليهود، نتيجة استغلالهم ل«محارق الهولوكست»، الرد عليه سوى بهز رأسه، وتلك هى المرة الأولى التى يستخدم فيها رئيس وزراء إسرائيلى هذا التعبير، الذى يشبه به المطالبة بتفكيك المستوطنات بالحملة النازية ضد اليهود فى ألمانيا أوائل القرن الماضى. وكان شتاينماير اعتبر أن رفض إسرائيل وقف الاستيطان فى الضفة المحتلة سيسىء إلى آمال إحياء عملية السلام، بعد لقائه الأخير مع نتنياهو فى القدسالمحتلة. وبينما يرى مراقبون أن اللياقة الدبلوماسية كانت تقتضى تفادى مثل هذا التعبير فى حضور ممثل الدولة التى نفذت الإبادة الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة وأنها بذلت جهدًا كبيرًا منذ ذلك الحين للتكفير عنها، اعتبر الدبلوماسى الفلسطينى كزافييه أبوعيد أن استخدام المصطلح «حيلة خطابية» من القيادة الإسرائيلية، التى لم تبد استعدادًا يذكر للدخول فى مفاوضات بخصوص اتفاق سلام على أساس دولتين، وأنها «مجرد استراتيجية جديدة لتأخير أى نتيجة حقيقية فى المفاوضات». وشجع استخدام نتنياهو لذلك المصطلح مسؤولون آخرون بالحكومة، دفاعا عن المستوطنات وعن إصرار إسرائيل على أن يعترف الفلسطينيون بها كدولة يهودية، بحسب مصدر مقرب من رئيس الوزراء. جاء ذلك فى وقت كشف فيه تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «أوتشا» عن أن طول الجدار العازل سيبلغ 709 كيلومترات، أى ضعف طول خط الهدنة "الخط الأخضر" لعام 1949 بين الضفة وإسرائيل، موضحا أن المساحة الإجمالية بين الجدار والخط الأخضر تبلغ 9.5% من الضفة من بينها القدسالشرقية وأراض محظور دخولها. وذكر التقرير أن 15% من الجدار عند استكماله سيكون على الخط الأخضر أو فى إسرائيل وبنسبة 85% منها فى الضفة، مشيرًا إلى أن 35 ألف فلسطينى، الذين يحملون بطاقات هوية من الضفة فى 34 مجتمعًا، سيعيشون فى منطقة بين الجدار والخط الأخضر.
