تزايد التوتر على الساحة الدولية، أمس، مع استمرار قمع إيران للمظاهرات المطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة التى فاز بها الرئيس محمود أحمدى نجاد، وكان التوتر الأكبر على الساحة الإيرانية- البريطانية. وأعلن أحد أعضاء مجلس الشورى الإيرانى أن بلاده ستستدعى سفيرها فى لندن «للتشاور»، إلا أن طهران عادت ونفت ذلك. فيما ذكر موقع صحيفة «جارديان» أن إيران تشاورت حول تلك الخطوة فى لقاء بين لجنة الأمن والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى ووزير الخارجية منوشهر متقى. وكانت اللجنة قد طلبت من متقى إعادة النظر فى العلاقات مع بريطانيا. ومع توتر العلاقات بين البلدين، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن المظاهرة التى قررتها الاتحادات الطلابية أمام السفارة البريطانية للاحتجاج على تدخل لندن فى الشؤون الإيرانية الداخلية، غير مرخص لها، وبالتالى فهى «غير شرعية»، وجاء ذلك بعد تهديد من أحد الاتحادات الطلابية فى طهران بأن تلقى السفارة البريطانية «مصير نظيرتها الأمريكية التى تم احتلالها عام 1979 قبل أن يتم إغلاقها عام 1980». مما جعل الاتحادات الطلابية التى دعت إلى المظاهرة تتراجع وتعلن إلغاءها. من ناحيتها، حذرت الخارجية الفرنسية رعاياها من السياح فى إيران من محاولة التقاط صور، ونصحتهم بالابتعاد عن التجمعات وقالت فى بيان على موقعها: «يحظر التقاط صور أو أفلام للمبانى الرسمية دون إذن، كما يجب تحاشى التجمعات واحترام قواعد الزى والقيادة لأن مخالفة ذلك من شأنها أن تعرض صاحبها لعقوبات تبدأ بسحب جواز السفر وقد تصل إلى السجن عدة سنوات». وأبدت الخارجية الإيطالية استعدادها لفتح سفارتها فى طهران لاستقبال المحتجين المصابين، وذلك بعدما طالبت السويد ببحث وضع خطة مشتركة لدول الاتحاد الأوروبى لفتح سفاراتها أمام المتظاهرين. وأكدت مصادر إعلامية فى روما أن مباحثات رئيس الوزراء سيلفيو برلسكونى ونظيره الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ستركز على الملف الإيرانى. وجددت واشنطن الإعراب عن قلقها البالغ لما يحدث فى إيران، وأعرب البيت الأبيض عن أسفه للطريقة «غير العادلة» التى يتم التعامل بها مع الشعب الإيرانى، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: «لقد تأثر الرئيس باراك أوباما بصور النساء الإيرانيات اللواتى اندفعن للدفاع عن حقوقهن ولرفع أصواتهن». إلا أن جيبس أكد أن اقتراح أوباما بإجراء محادثات دبلوماسية مع إيران «لا يزال قائما». وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن لم تغير رأيها فى دعوة دبلوماسيين إيرانيين لحضور احتفالات العيد الوطنى الأمريكى فى الرابع من يوليو المقبل. وعلى عكس باقى دول أوروبا أعربت الخارجية الروسية عن «دعمها الكامل للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد». وقال بيان للخارجية الروسية: «إن النظام الدستورى داخل البلاد ينبغى أن يُحفظ فى جميع الأحوال بعدما صعّدت المعارضة احتجاجاتها وزادت حدة الموقف الداخلى» وشدد البيان على «حرص» موسكو على «تكريس علاقات حسن الجوار» مع إيران.