وصول أى شخص إلى مقعد الرئاسة الأمريكية يكفى ليصبح نجما تصنع عنه الأفلام. و«باراك أوباما» حالة خاصة جدا فى تاريخ رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ فهو من أب كينى، تختلط أوراق الإسلام بالمسيحية فى شجرة عائلته، ذكى وخطيب لديه كاريزما، وتحبه الكاميرا مثل نجوم هوليوود «دنزل واشنطن» و«إيدى ميرفى» وقبلهما «سيدنى بواتييه»، كما أن أداءه خليط بين المحاضر فى الجامعة، والممثل الهوليوودى، والواعظ فى الكنيسة مع وجود خلفية ثقافية وتاريخية واضحة. تركيبة «أوباما» مغرية لمخرجى هوليوود الذين ينتظرون وضوح سياسته، أو وقوع حدث ما فى عهده ليتحول إلى فيلم روائى ضخم، بينما كانت رحلة وصوله إلى كرسى الرئاسة كأول أسود يحكم أمريكا كافية لمخرجى الأعمال التسجيلية لإنتاج عدد من الأفلام عن تفاصيل الرحلة، وحقائق حياته، بل والبحث فى مدى استحقاقه هذا المنصب، كوثائق فنية تبقى للتاريخ. فى العاصمة الفرنسية باريس، يعيش عدد كبير من الأمريكيين الأفارقة منذ عشرين عاما اختاروا الحياة خارج أمريكا ك»منفى اختيارى» اعتراضا على سياساتها.وعندما وصلتهم أصوات الحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطى «أوباما» والجمهورى «ماكين»، قررت «جيتى فيرلين» وزوجها الفرنسى «هيرفى كوهين» تسجيل هذه اللحظة التاريخية، والتى شعرا فيها بحالة من «التوحد بين الأحزاب والعنصريين والشعب فى أمريكا»، فرحلا إلى الولاياتالمتحدة مع طفليهما «ييلين» 15 عاما و«يواكيم» 11 عاما لتصوير هذه الحالة. ونضجت الفكرة، وتطورت إلى فيلم تسجيلى عن الانتخابات فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة يحاول إعادة اكتشافها وكتابة تعريف جديد لأمريكا. تنقلت الأسرة بين الولايات، وسجل «هيرفى» و»جيتى» قصص مجموعة من الأمريكيين منهم عضو فى الكونجرس، ومحام، وممرضة، وموسيقى فى الشارع، ومحام عام، وناشط فى مجال حقوق الشواذ وآخرين. ومن هيوستن فى تكساس إلى كنيسة الربوة فى كارولينا الشمالية، ومن روزبرج فى أوريجون إلى بوكاراتون فى فلوريدا، وعبر جنوب شيكاغو فى إلينوى، تحدث الأمريكيون فى الفيلم، جمهوريون وديمقراطيون حاولوا إعادة تعريف الديمقراطية فى أمريكا. الفيلم اسمه «أقرب إلى تحقيق الحلم»، ومدته 101 دقيقة، وإنتاجه أمريكى فرنسى، وسيعرض فى نوفمبر المقبل، ويظهر فيه «أوباما» وزوجته «ميشيل»، وقد صوره المخرجان كاملا بكاميرا فيديو محمولة، واعتمدا تكنيك المونتاج الموازى بين قصص الأمريكيين وتعريفاتهم للديمقراطية وإعادة صياغاتهم للكيان الأمريكى، وتقاطعها مع مقاطع من أحاديث «أوباما» فى المؤتمرات الانتخابية المفتوحة وأحاديثه فى اللقاءات المغلقة والتى كان فيها تفاعل ونقاش مع الحضور القليل. وساعد هذا التكنيك على ظهور الفيلم كلوحة «فسيفساء» تتحد أجزاؤها الصغيرة لتعطى صورة كاملة عن أمريكا اليوم، وأضفت حركة الكاميرا المحمولة على اللوحة صفة عدم الاستقرار النهائى. وأجمل ما فى الفيلم، أنه يتناول الولاياتالمتحدة بالنظرتين الخارجية والداخلية، ويبرز رغبة الأمريكيين القوية فى المشاركة فى ميلاد أمريكا جديدة. «لوك» صبى عمره 17 عاما، يريد الترشح لمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولأنه مازال صغيرا، فإنه يقدر على صنع فرق ما، فيقرر السفر إلى ولاية دنفر ليشاهد مراسم تسلم «أوباما» خطاب الترشح لكرسى الرئاسة من المجمع الوطنى الديمقراطى، ويحلم بأن يحصل على تذكرة ليسافر مع المرشح الأسود فى حملته الانتخابية، ومساندته فى مهمته طمعا فى أن يحكم أمريكا رجل يفسح المجال ل»لوك» عندما يكبر ليحقق حلمه بأن يصل إلى البيت الأبيض. هذه الرحلة هى موضوع الفيلم التسجيلى الأمريكى «ميل لأعلى: كيف تكسب.. وتخسر.. البيت الأبيض»، إخراج «تود لانكستر» و»كاسندرا نيكولز»، ومدته 72 دقيقة. المهم فى هذا الفيلم أنه يوضح أن مجرد وصول رجل مثل «أوباما» إلى المنافسة على كرسى الرئاسة، فتح باب الحلم لكثيرين مهما كانت ظروفهم، كما ربط بين مستقبل «لوك» ومستقبل «أوباما» ومستقبل أمريكا كدولة، وتعامل مع الثلاثة ككيان واحد لا ينفصل، إما أن ينجح كوحدة واحدة أو يفشل. ويتضمن الفيلم لقاءات مع محللين سياسيين وخبراء إعلام للكشف عمن الأحق بالفوز أو خسارة البيت الأبيض، كما يعرض لقطات تسجيلية أثناء وبعد الانتخابات. مشوار «أوباما» إلى كرسى الرئاسة لم يكن سهلا حقيقة يعلمها كل من تابع أو قرأ عن هذا الرجل. وكان قرار المخرج «كيث أوديريك» تسجيل هذا المشوار فى فيلم «باراك أوباما: الطريق إلى البيت الأبيض»، والذى يستضيف فيه عدد من المسؤولين والمشاهير منهم «أرنولد شوارزنيجر» عمدة كاليفورنيا. الفيلم إنتاج أمريكى، وتم تصوير اللقاءات فى لوس أنجلوس فى ولاية كاليفورنيا. كان البرنامج الكوميدى «سوبر نيوز» إخراج «جوش فوربراك»، قد عرض فى موسمه الأول نهاية العام الماضى، حلقة تناولت حياة «أوباما» كان عنوانها «المسح الديمقراطى»، ولكن بصورة كوميدية كارتونية.