برغبة فى إثبات الذات ودخول التاريخ، يخوض منتخب مصر بطل أفريقيا فى الخامسة مساء اليوم «الاثنين» بتوقيت القاهرة الرابعة بتوقيت جنوب أفريقيا مواجهة صعبة أمام البرازيل بطل كوبا أمريكا 2007 فى أول لقاءات المجموعة الثانية لبطولة العالم للقارات على أرض ملعب «فرى ستات» الذى يتسع لنحو 38 ألف متفرج بمدينة بلومفونتين. ستكون مهمة الفراعنة صعبة أمام نجوم السامبا فى ظل الظروف التى يمر بها الفريق، فبالإضافة إلى مواجهته إحدى القوى العظمى فى العالم، فإن اللاعبين والجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة مازالوا يعانون من آثار الهزيمة الثقيلة أمام الجزائر بنتيجة 1-3 فى الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم والانتقادات اللاذعة التى تعرضوا لها، فضلا عن غياب العناصر المؤثرة، خصوصا عمرو زكى الذى تم استبعاده فى اللحظات الأخيرة للإصابة وانضم محمد محسن أبو جريشة بدلا منه. ويأمل الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة فى تحقيق نتيجة إيجابية فى لقاء اليوم وتقديم عرض قوى أمام البرازيل يستعيد به اللاعبون ثقتهم بأنفسهم. حسابيا فإن الكفة تميل لصالح البرازيل الأكثر استقرارا بخبرة لاعبيها فى المحافل الدولية، لكن حسن شحاتة يسعى لتحقيق المفاجأة وتكرار تجربة المنتخب الوطنى فى كأس العالم 1990 عندما تعادل مع هولندا 1- 1 بطل أوروبا فى ذلك الوقت رغم أن كل الترشيحات كانت تصب لمصلحة الفريق الهولندى، وركز شحاتة على الجانب النفسى لشحذ همم لاعبيه من خلال الجلسات الفردية التى عقدها مع محمد أبوتريكه وأحمد حسن ووائل جمعة وعصام الحضرى وحسنى عبدربه أصحاب الخبرة الدولية فى الفريق وطالبهم بالشد من أزر بقية اللاعبين لإزالة الرهبة فى مواجهة نجوم السامبا، ولم يكتف شحاتة بالجانب النفسى، وإنما ركز أيضا على الجانب الفنى للاعبين والخطة التى سيخوض بها اللقاء والتى تعتمد على التأمين الدفاعى والكثافة العددية فى وسط الملعب واللعب برأس حربة واحد يتمكن من استغلال الهجمات المرتدة التى ستتاح أمامه خلال اللقاء، ووضح من خلال التدريبات أن المدير الفنى سيركز على غلق مساحات المنافس للتصدى لسرعات ومهارات كاكا وروبينهو وإيلانو، وحذر وائل جمعة وهانى سعيد من التقدم للأمام والبطء و«السرحان» أمام المرمى حتى لا يتكرر ما حدث أمام الجزائر خصوصا أن الخطأ أمام نجوم السامبا يكلف الفريق الكثير، ولم يكتف شحاتة بالتأمين الدفاعى لكنه يسعى لاستغلال الكرات الثابتة ،والتسديد من خارج المرمى لعله يكون السبيل للوصول إلى مرمى خوليو سيزار حارس البرازيل، وكلف المدير الفنى محمد شوقى بمراقبة «كاكا» لإيقاف خطورته، بينما يتولى حسنى عبدربه مراقبة «إيلانو» للحد من انطلاقاته، ورغم تحفظ شحاتة على إعلان التشكيل إلى اللحظات الأخيره فإنه وضح من خلال التدريبات أن المنتخب سيخوض اللقاء بتشكيل يضم عصام الحضرى ووائل جمعة وهانى سعيد وأحمد المحمدى وسيد معوض ومحمد شوقى وحسنى عبدربه ومحمد أبوتريكة ومحمد زيدان أو«أحمد رؤوف». من جانبه أكد حسن شحاتة، المدير الفنى، صعوبة اللقاء باعتبار أن الفريق سيواجه إحدى القوى العظمى فى العالم، لكنه شدد على ثقته فى قدرات اللاعبين وتحقيق نتيجة إيجابية. على الجانب الآخر، يدخل كارلوس دونجا، المدير الفنى للمنتخب البرازيلى، حامل لقب البطولة فى نسختها الأخيرة عام 2005 بألمانيا، اللقاء بهدف وحيد هو الفوز لتجنب هجوم الجماهير البرازيلية التى بدأت تتحسن علاقته بها فى الفترة الأخيرة بعد الفوزين الأخيرين فى تصفيات كأس العالم على حساب أورجواى بأربعة أهداف نظيفة وباراجواى بهدفين مقابل هدف. وحذر دونجا لاعبى فريقه من التهاون أو التقليل من شأن المنتخب المصرى، وأكد لهم أن المنتخب المصرى نجح فى الفوز ببطولتى كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008، مما يجعل الفوز عليه صعبا. وتعد هذه هى المشاركة السادسة للبرازيل فى كأس القارات، حيث لم يتغيب نجوم السامبا سوى عن بطولتين فقط، وفازوا بلقبين عامى 1997 و2005، وعلى الرغم من تأكيد دونجا الدائم على أنه يفكر فى كأس العالم، فإنه يعى جيدا أن الجماهير البرازيلية يهمها الانتصارات، كما يعى ضرورة أن يلبى هذا الطموح من خلال كأس القارات حتى يعطى مزيدا من الطمأنينة للجماهير قبل الجزء الأخير من تصفيات المونديال. ويفاضل دونجا بين الثلاثى ألكسندر باتو وروبينهو ولويس فابيانو لاختيار اثنين منهم لقيادة خط الهجوم، على أن يكون من خلفهما الخطير كاكا، كما وجد دونجا نفسه فى حيرة خلال الأيام الماضية للاستقرار على مركز الظهير الأيمن الذى يتألق فيه كل من الثنائى مايكون لاعب إنتر ميلان، ودانيال ألفيس نجم برشلونة فى ظل ارتفاع مستوى الثنائى على الرغم من زيادة فرص الأول، ولكن دونجا ترك تحديد التشكيل النهائى إلى اللحظات الأخيرة.
