دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما الفلسطينيين والدول العربية إلى «خيارات صعبة» عبر تقديم تنازلات لإسرائيل، مؤكداً أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أحرز بعض التقدم، «ولكنه ليس كافياً» حسب قوله. وأبدى أوباما خلال زيارته أمس إلى برلين وبعد ساعات من خطاب القاهرة استعداده ل«حوار جاد» مع إيران مستقبلاً. وأجرى أوباما خلال الزيارة، التى استغرقت 24 ساعة فقط مباحثات سريعة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران وروسيا، فضلاً عن الأزمة المالية. وقال «إنه متفهم جداً» لتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لضغوط سياسية بشأن طلب واشنطن وقف الاستيطان اليهودى فى الضفة الغربية. وأضاف أنه عمل بجدية أكثر من الرؤساء الأمريكيين فى السنوات الأخيرة، من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه «خلق المجال والمناخ» المناسبين لمحادثات جديدة. إلى ذلك، تواصلت ردود الأفعال داخل مصر وخارجها حول خطاب الرئيس الأمريكى للعالم الإسلامى، الذى ألقاه أمس الأول من جامعة القاهرة، خاصة فيما تناوله من نقاط سبع حول «التطرف الدينى والصراع العربى الإسرائيلى وإيران والديمقراطية، والحريات الدينية، والمرأة والتنمية الاقتصادية»، حيث أكد ناشطون حقوقيون أن أوباما تحدث عن الديمقراطية من منطلق «سد الخانة»، مؤكدين أنه تطرق لهذه القضية فقط خوفاً من انتقادات المؤسسات الأمريكية. وأشاروا إلى أن خطاب أوباما تعامل مع حقوق الإنسان ب«هامشية»، فيما أكد سياسيون أن الرئيس الأمريكى لم يستخدم كلمة «إرهاب» خلال حديثه عن التطرف، لافتاً إلى أن أوباما كان واضحاً فى تحديد أعدائه، حيث استهدف طالبان والقاعدة بالاسم. وأبدى خبراء فى الشأن النووى ترحيبهم بحديث الرئيس الأمريكى عن إيران وإسرائيل، مؤكدين أن أوباما وجَّه تحذيراً غير مباشر لتل أبيب مفاده أنه يسمح بتصعيد نووى فى المنطقة، وهو ما اعتبروه أول اعتراف لرئيس أمريكى بإسرائيل النووية. وأدت الكنائس المصرية الثلاث ترحيبها بخطاب أوباما عن الحريات الدينية، وإن أجمعت على لسان مصادر مختلفة على أن حديثه عن الأقباط فى مصر كان «مجرد مثل». وعلى الصعيد الدولى تباينت ردود الأفعال حول الخطاب، حيث لاقى إشادة من جانب اليسار والوسط الإسرائيلى، بينما تعرض للهجوم من قبل اليمين، خاصة زعماء المستوطنين، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن خيبة أمله حيال ما وصفه بموقف أوباما «اللين» بشأن طموحات إيران النووية. وفى واشنطن، أشاد زعيم الكتلة الجمهورية بمجلس النواب «جون بيرنر» بكلمة أوباما، ووصفها بالمتعقلة والمتفائلة، إلا أنه أعرب عن قلقه بشأن حديث الرئيس الأمريكى عن إيران والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى. وعبَّر مسلمون أمريكيون عن ارتياحهم وأملهم الكبير بعد خطاب أوباما، مؤكدين أنه تباين كلياً مع خطاب بوش الذى ظل 8 سنوات معادياً للإسلام. وعربياً، اعتبر إسلاميون أردنيون خطاب أوباما غير مرضٍ، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما اعتبر حزب الله الخطاب «إنشائياً».