طالب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الذى يرأسه الدكتور بهى الدين حسن، الرئيس الأمريكى باراك أوباما بضرورة أن ينطوى خطابه الموجه للعالم الإسلامى، والذى سيلقيه من جامعة القاهرة غداً، على خطوات عملية تؤكد عزم الإدارة الجديدة التعامل الجاد مع المشكلات التى «امتهنت كرامة الشعوب والأفراد والأقليات العرقية والدينية فى تلك المنطقة من العالم» حسب المركز، وهو ما انعكس سلباً على المكانة الأخلاقية للولايات المتحدةالأمريكية فى هذه المنطقة. ووجه المركز رسالة للرئيس الأمريكى، أمس، تضمنت بعض الأفكار المتعلقة بتنظيم علاقة واشنطن بالعالمين العربى والإسلامى، منها أن خطاب أوباما السابق من تركيا، شدد على أن أمريكا ليست فى حالة حرب مع الإسلام، مشيراً إلى أنه حان الوقت لأن تترجم الإدارة الأمريكية هذا البيان العام إلى سلوك عملى، يؤكد بالفعل التخلى عن العداء والشك فى المسلمين والعرب بالجملة. ودعت الرسالة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة من أجل وضع حد للممارسات التمييزية وامتهان الكرامة حسب تعبيرها والتى يكابدها الأشخاص من أصول عربية أو إسلامية فى المطارات الأمريكية، مشيرة إلى أن الرسالة التى تحملها هذه الممارسات تعد نقيضاً للإعلان الأمريكى فى تركيا. وقالت الرسالة: «إن إخفاق الإدارة الأمريكية السابقة فى معالجة القضية الفلسطينية على أسس عادلة، شكل أكبر مصدر للشعور المتزايد بامتهان الكرامة، لدى الشعب الفلسطينى وسائر الشعوب فى العالمين العربى والإسلامى، ولذا فعلى الإدارة الجديدة أن تتبنى حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، جنباً إلى جنب مع إسرائيل. وأكدت أن تعزيز واحترام حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية فى هذه المنطقة من العالم، يشكل مدخلاً رئيسياً نحو تعميق الشعور بالكرامة لدى شعوب العالمين العربى والإسلامى. وقالت الرسالة: «سيادة الرئيس لقد ذاق آباؤكم وأجدادكم مرارة الشعور بامتهان الكرامة بسبب اللون أو الأصل العرقى، فى ظل هيمنة أيديولوجيات عنصرية، تعتبر شعوباً وجماعات بشرية بعينها غير مؤهلة للتمتع بذات الحقوق التى يتمتع بها البيض وغيرهم»، مؤكدة أن شعوب هذه المنطقة مازالت أسيرة لجملة من الذرائع المشابهة التى تروج لها أنظمة الاستبداد، والتى تنطلق من جذور ذات الفلسفة العنصرية، متسلحة بدعاوى الخصوصية السياسية أو الثقافية أو الدينية، لكى تحرم مواطنيها شعوباً وأفراداً وجماعات عرقية أو دينية من التمتع بذات الحقوق التى تتمتع بها الشعوب والأفراد والجماعات فى سائر أرجاء العالم.