العثور على شاب مصري باليونان مقيدا من رقبته في شجرة بعد تعرضه لضرب مبرح

عثرت الشرطة اليونانية، صباح الأحد، على مواطن مصري يدعى وليد محمد طالب (29 عاما) مقيدا من رقبته ويديه في أحد الأشجار بإحدى حدائق جزيرة «سلامينا»، وتبدو على وجهه وأماكن متفرقة من جسده آثار ضرب مبرح.
وفي أقواله التي أدلى بها وهو في حالة إعياء شديد للشرطة، قال وليد إنه يعمل في أحد الأفران، وعندما توجه إلى صاحب العمل للمطالبه بمستحقاته المالية، بادر الرجل بالاعتداء عليه.
وانتقل رجال الإسعاف إلى الموقع، واضطروا إلى استخدام آلات خاصة لإزالة الجنازير المقيد بها، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى «الفسينا»، حيث يرقد في حالة حرجة.
وفي تعليق ل«المصري اليوم»، صرح محمد المهدي، القنصل المصري في أثينا، بأن السفارة تتابع حالة الشاب، مؤكدا أن الشرطة ألقت القبض على صاحب العمل، الذي اعترف بالواقعة وبأنه استعان ب 2 من ألبانيا لتنفيذ الاعتداء. وأضاف المهدي أن المواطن اليوناني سيتم عرضه على النيابة، الثلاثاء، وأن السفارة ستتابع نتائج التحقيقات.
وأجرى السفير المصري طارق عادل اتصالا بمدير إدارة الشرق الأوسط والدول العربية في وزارة الخارجية اليونانية، نظرا لتكرار مثل هذه الاعتداءات على أبناء الجالية المصرية في الفترة الأخيرة. وأكد السفير أن «هذه الجريمة ستكون نقطة تحول، لأن الجرم بائن هذه المرة»، على حد وصفه.
يذكر أن بعض أبناء الجالية المصرية تعرضوا لحوادث عنصرية مماثلة في هذه الجزيرة، على وجه الخصوص، منذ أقل من عام، إذ يعمل ويعيش فيها عدد كبير من العرب المهاجرين، لاسيما المصريون، نظرا لقربها الشديد من أكبر الموانئ اليونانية «بيريا»، وأيضا لقربها من العاصمة أثينا.
ويأتي ذلك في وقت تجددت فيه أعمال العنف التي بدأت فجر السبت، عندما تعرض مهاجرون عرب ومصريون وعدد كبير من المحال التجارية التي يمتلكها أجانب في منطقة وسط أثينا إلى اعتداءات عنيفة أثناء مسيرة احتجاج لأعضاء من الحزب اليميني المتطرف «الفجر الجديد».
وقال شهود عيان إن أعضاء برلمانيين منتمين للحزب شاركوا في المسيرة التي تحولت إلى أعمال عنف ضد الأفراد والممتلكات. وأضافوا أن التجمع «جاء ردا على اعتداء مواطن عربي سوري على شاب يوناني يعمل في محل للحلاقه في نفس المنطقه صباح يوم 31 أكتوبر».
ووزع أفراد من «الفجر الذهبي» منشورا يعلنون فيه «النضال العادل والمشروع ضد المهاجريين غير الشرعيين».
وأفاد الشهود أن حوالي 200 شخص تجمعوا في مسيرة احتجاجية نظمها أعضاء الحزب النازي باتجاه منطقة «أجيو بانديليمونا»، إلا أن الشرطة منعتهم من التقدم، عندها تراجعوا إلى الميدان وبدءوا بالاعتداء على الأجانب ومحلاتهم، مما أحدث إصابات طفيفة، على حد وصفهم.
ويعد المصريون والباكستانيون من أكثر الجنسيات الأجنبية القاطنة والعاملة في تلك المنطقة، وبعضهم يمتلك محال فيها. وأعرب عدد من أصحاب المحال من الأجانب عن تخوفهم من تجدد الاعتداءات، خاصة في ظل الفراغ الأمني، إذ اكتفت الشرطة بدور المتفرج على أعمال الشغب، على حد قولهم. ويعتبر شارع «مخائيل فودة»، الذي شهد أعمال العنف من أكبر التجمعات التجارية لأصحاب المحال الأجانب في العاصمة اليونانية.