تراجعت واردات مصر من القمح الأمريكى خلال الفترة الماضية وأصبحت تقدر ب«1.2 مليون طن» وهى نسبة لا تتجاوز 20٪ من إجمالى الواردات البالغة «6 ملايين طن» قمح. أرجع مسؤول بوزارة التجارة هذا التراجع فى واردات القمح الأمريكى إلى ارتفاع أسعاره بسبب زيادة تكاليف الشحن، مشيراً إلى أن هيئة السلع التموينية تنظم مناقصات بصفة مستمرة لشراء القمح من الخارج وتتم ترسيتها على العروض الأقل سعراً حيث نجحت الشركات الفرنسية والروسية طوال الفترة الماضية فى خطف معظم المناقصات من الموردين الأمريكان. وذكرت وكالة رويترز أن المواصفات الصارمة التى تضعها مصر بشأن جودة القمح المستورد شكلت قيوداً إضافية على المصدرين مما دفع بعض الموردين الأمريكيين إلى الامتناع تماماً عن التقدم بعروضهم فى المناقصات التى أجريت فى الآونة الأخيرة وانخفضت مبيعات الولاياتالمتحدة أكبر مصدر للقمح فى العالم إلى مصر فى السنة التسويقية الحالية التى بدأت مطلع يوليو الماضى بنسبة 70٪ مقارنة بالسنة الماضية، فيما أكد نعمانى نصر، نائب رئيس هيئة السلع التموينية، عدم وجود إحصائية محددة بحجم التراجع فى واردات القمح الأمريكى، موضحاً أن الهيئة تقوم بترسية المناقصة على الشركة صاحبة العرض الأقل سعراً مع الالتزام بالمواصفات المحددة لتوريد القمح. وأشارت الوكالة إلى أن الموردين توخوا الحذر بعد أن رفضت إدارة الحجر الزراعى المصرية أو عطلت دخول العديد من شحنات القمح الواردة إليها هذا العام من روسيا وفرنسا وانضمت إليهما الولاياتالمتحدة لتصبح أحدث عضو فى هذه القائمة وتعللت إدارة الحجر بأن هذه الشحنات لا تطابق المواصفات القياسية. ويقول تجار إن سعر طن القمح الأمريكى الشتوى الأحمر اللين الذى يتم شحنه من خليج المكسيك أغلى الآن من سعر طن القمح الفرنسى ب25 دولاراً على الأقل. وتكلفة القمح الأمريكى تزيد على تكلفة القمح الروسى بما يتراوح بين 35 و40 دولاراً على أساس تسليم البضاعة على ظهر السفينة. وأضافوا أن تكلفة شحن القمح من الولاياتالمتحدة إلى مصر تزيد فى الوقت الراهن بما يتراوح بين 10 و20 دولاراً للطن مقارنة بشحنه من بلدان قريبة من الشرق الأوسط ومع ذلك فإن صادرات القمح الأمريكية إلى مصر ربما تشهد ارتفاعاً فى النصف الثانى من السنة التسويقية إذا انخفض المعروض من القمح عالى الجودة الذى تنتجه مناطق أخرى. قال تاجر أمريكى: منذ رفض سفينة (القمح الأمريكية) فى مصر انتاب البعض قلق بالغ بشأن تعطيل مصر لسفن الشحن وإبقائها لخمسة أو عشرة أيام لتفريغها وتعطيل دخول الشحنات يمكن أن يكبد الموردين عشرات الآلاف من الدولارات من مصاريف ورد بعض التجار الأمريكيين بأن ذلك الإجراء من شأنه الحد من كفاءة شحن إضافية لعمليات التحميل. وقال شاون ماكمبردج، المحلل لدى برودنشيال باش: «نفقد الآن حصة من السوق بسبب وجود قمح رخيص متاح فى الخارج يمكن توريده للسوق المصرية، وإذا صادفنا عاماً تعانى فيه دول الاتحاد الأوروبى أو منطقة البحر الأسود خسائر هائلة بسبب الجفاف على سبيل المثال فعندئذ سنشهد تحولاً فى السوق». وقال دان مانترناش المحلل لدى دوان ادفايزورى سرفيسيز: «من سوء الحظ أن سوق القمح يهيمن عليها المشترون ومصر تستفيد تماماً من هذا الوضع، لكن المبيعات الأمريكية بصورة عامة لن ترتفع إلا عندما يعلق المنافسون لافتة (نفد المخزون)» متوقعاً أن يحدث ذلك فى النصف الثانى من السنة التسويقية.