شهدت أزمة القنوات الفضائية المصرية مع التليفزيون المصرى تطورات جديدة، بسبب احتكار التليفزيون عرض مباراة مصر والجزائر، وبيع حقوقها لوكالة صوت القاهرة دون اعتبار للاتفاق الذى تم بين القنوات الخاصة واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتجاهل التفويض الذى وقعه رؤساء القنوات الخاصة مع أنس الفقى، وزير الإعلام. الأزمة أخذت منعطفا مثيراً بعد أن أرسل المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، خطاباً إلى رؤساء القنوات الخاصة يشترط عليهم الرجوع إلى وكالة صوت القاهرة للإعلان لشراء حقوق بث مباراة مصر والجزائر، ويفيد بأن الاتحاد توسط لدى الوكالة لتسهيل حصول القنوات الفضائية المصرية على حقوق بث المباراة، بشرط التزام هذه القنوات بعرض المباراة ومن ضمنها الإعلانات المباعة من الوكالة، وهدد الاتحاد بأنه فى حالة عدم رغبة هذه القنوات فى التعاقد مع الوكالة فإن القانون رقم 13 لسنة 1979 فى شأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون أناط للاتحاد وحده حق البث داخل مصر. رؤساء القنوات الخاصة ردوا على الشيخ بخطاب موقع من أسامة عزالدين، رئيس مجلس إدارة قنوات دريم، والدكتور وليد دعبس رئيس مجلس إدارة قنوات مودرن، ومحمد عبدالمتعال رئيس شبكة تليفزيون الحياة اشاروا فيه إلى تفويضهم الوزير أنس الفقى فى التفاوض مع اتحاد الكرة بصفته وزير الإعلام المصرى، وأشاروا أيضا إلى خرقه لهذا التفويض وعدم التزامه به واستخدامه لصالحه، وأعلنت القنوات رفضها كل الشروط المتضمنة فى خطاب الاتحاد. ونوهت إلى استعدادها التام إلى التقاضى، لأن القانون 13 المشار إليه فى خطاب الاتحاد وتعديله تحت رقم 223 لسنة 1989 لا يسرى على القنوات الخاصة، لأنه خاص بتنظيم العمل داخل الاتحاد، والفضائيات الخاصة لا تخضع للاتحاد إدارياً أو تنظيمياً. الاتحاد من جهته عرض على القنوات الخاصة عرض المباراة دون أى مقابل مادى بشرط أن تعرض نقلاً من التليفزيون باستوديو تحليل التليفزيون وإعلانات وكالة صوت القاهرة، وهو ما رفضه رؤساء القنوات الخاصة جملة وتفصيلاً، وقال أسامة عزالدين رئيس مجلس إدارة قنوات دريم ل«المصرى اليوم»: اقتراح التليفزيون الأخير بيعكس إن اللى قاله إما مش فاهم أو بيهرج، واحنا لو فكرنا فيها نبقى ناس عبيطة أو مش فاهمة.. وللأسف لا يوجد أحد نرجع له ليحل هذه الأزمة، لأن رئيس الاتحاد ينفذ سياسات الوزير وبعلمه وتحريضه.. تابع: ما يثار حول عرض التليفزيون للمباراة بهذه الطريقة على قنوات مزيكا وميلودى كلام تهريج، لأنها قنوات عمرها ما حطت على شاشتها صورة كورة، والمشاهد لا يعرفها كرويا ولا يبحث عنها، وقد تحدثت مع المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة مجموعة «أو تى فى» وأوضحت له الموضوع برمته وقرر عدم الاستجابة لطلب التليفزيون وعدم عرض المباراة على شاشته. وقال محمد عبدالمتعال رئيس شبكة تليفزيون الحياة: بقالنا فترة فى اجتماعات مع رؤساء قناتى مودرن ودريم، خاصة بعد اقتراح التليفزيون عرض المباراة نقلا عنه، وأنا باقول لمسؤولى التليفزيون لو محتاجين تردد أنا أسلفه لكم ببلاش، بس لما تكونوا بتتعاون معانا مش بتحاربونا. وأضاف: مش بعيد لو استجبنا لهذا الاقتراح المضحك نجده يبيع لنا الدورى بمذيعيه وإعلاناته، ونجده يلغى برنامجنا اليومى ويعرض لدينا «البيت بيتك» بإعلاناته ومذيعيه. وأضاف عبدالمتعال: ياريت الوزير ده كان جه من 30 سنة فاتت، كانت سياسته هذه ستلائم هذه الفترة، لكن هذه السياسة تتناقض تماما مع اتجاه الرئيس مبارك وتشجيعه المستمر للإعلام والاستثمار فى مصر. عبدالمتعال أكد التزام «الحياة» بما سيصدر عن الاجتماع الذى يعقده رؤساء القنوات، والذى لم ينته حتى مثول الجريدة للطبع، وقال: سنلتزم باتفاقنا لأننا نعرف معنى الالتزام بالكلمة، ولن نفعل مثل الوزير الذى لم يلتزم بكلمته ولا اتفاقه ولم ينتبه إلى أننا كبرناه ونقض اتفاقه معنا.. وعلى العموم المشاهد المصرى مش عبيط، مش هيروح يتفرج على ماتش على قناة ما تعرفش الفرق بين كرة القدم وكرة السلة، ومعندهاش إعلانات من أساسه، المشاهد المصرى يبحث عن الكرة فى 3 قنوات هى مودرن ودريم والحياة.