تباينت ردود أفعال قادة ورؤساء الأحزاب حول البيان الذى أصدره الدكتور محمد البرادعى، وشروطه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. فبينما اعتبره البعض بياناً تاريخياً يسبب حرجاً كبيراً للنظام، فقد استنكر آخرون شروطه واعتبروها إملاء مسبقا قبل خوض الانتخابات، فيما رآه فريق ثالث بمثابة «انقلاب» على النظام المصرى الحالى وإعلان من البرادعى بعدم الترشح. اعتبر الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، أن البيان لا يحل أى مشكلة للبرادعى، وقال: «الرجل عاش بالخارج كثيراً»، متسائلاً: «هو عايز يعرف رأى الأغلبية فيه ليه»، ومن سيقرر هذا الاجماع الوطنى، وتابع: أعتقد أنه من الصعب إيجاد إجماع وطنى على أى أمر، وهذا لا يعنى أن مطالب البرادعى كلها سيئة. ووصف الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية البيان، بأنه نوع جديد من الضغط يمارس على النظام المصرى، معتبراً أن المسألة أكبر بكثير من مجرد شروط ترشيح. وقال حرب: قيمة ضغط البرادعى تأتى من كونه شخصية مصرية مهمة لها مكانة مسموعة بالخارج، وبالتالى ستمثل إحراجاً حقيقياً للنظام المصرى، وتكشف نواحى القصور الفادحة فى انعدام الديمقراطية. وأوضح الغزالى أن استجابة النظام ستكشف قدرته على التعامل مع المواقف الجادة، ويمثل تحدياً خطيراً يعد من أهم التحولات التى حدثت فى الفترة الأخيرة. وقال إيهاب الخولى، رئيس حزب الغد، إن هذه المطالب تستلزم حواراً مجتمعياً بين القوى السياسية، ومع بعض الضغط السياسى والانفتاح من جانب النظام ستتحقق هذه المطالب، خاصة أنها مطالب قوى المعارضة الرئيسية منذ فترة، مؤكداً قبول «الغد» للبرادعى كمرشح له. واعتبر أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، أن البرادعى بهذه المطالب يعلن عدم ترشحه لأنه لا يمكنه تحقيق هذه المطالب. وقال: من الواضح أنه يرفض الانضمام لأى حزب، لذلك طالب بتعديلات دستورية شاملة، مضيفاً: أن البرادعى ليس الزعيم الذى يمكن للقوى السياسية أن تلتف حوله رغم احترامنا لمكانته، فعليه أن يضع برنامجاً حقيقياً للإصلاح المجتمعى، ومصر ليست عقيمة بالقيادات خاصة أن الرجل غائب عن الشأن الداخلى المصرى منذ فترة طويلة، وهذا البيان يمكن أن يكون له مردود سلبى على باقى المرشحين. وفسر عصام سلطان القيادى بحزب الوسط «تحت التأسيس» البيان بأنه قرار من البرادعى بالانضمام لصفوف المعارضة، وقال إنه يريد أن يقول أنا «منضم للمعارضة والقوى الوطنية بمختلف ألوانها»، ولكنه لم يجد المناسبة التى يعلن فيها ذلك. وأضاف أن البيان لا يهدف إلى ترشيح حقيقى، وربما لم يقرر البرادعى ولن يقرر خوض التجربة الانتخابية، واستغل المناسبة لإعلان موقفه الذى كان يصعب عليه إعلانه فى الفترة الأخيرة من باب اللياقة. وأشار إلى أن البيان لا يمثل أى حرج للنظام لأنه تعدى مرحلة الإحساس بأى حرج أمام أى موقف. وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل إن البيان بمثابة «انقلاب على النظام»، وجاء إبراء ذمة للبرادعى بعد إحراجه بطرح اسمه كمرشح للرئاسة، فقام بطرح مطالب تعجيزية محرجة للنظام يعلم البرادعى جيداً أنها لن تتحقق. وأضاف أن هذه المطالب تحتاج إلى إرادة شعبية ورئاسية غير متوفرتين حالياً، معتبراً شرط الحصول على تأييد من الأغلبية قبل ترشحه نوعاً من الإملاء، كأن البرادعى يريد نتيجة الانتخابات مقدماً.