فى الوقت الذى توالت فيه ردود الأفعال المتباينة على استراتيجية الرئيس الأمريكى باراك أوباما الجديدة تجاه الحرب فى أفغانستان، تراجع مسؤولون أمريكيون كبار عن تحديد موعد لبدء الانسحاب من أفغانستان فى منتصف 2011، عكس ما كان أوباما حدده مؤكدين أن الانسحاب سيتحدد بطبيعة الأوضاع على الأرض ومدى التقدم الذى ستحرزه القوات الأفغانية. وقال روبترت جيبز المتحدث باسم «البيت الأبيض» إن القوات الأمريكية ستبدأ الانسحاب من أفغانستان فى 2011، لكن هذه العملية ستحكمها الأوضاع على الأرض، بينما أكد مسؤولون أمريكيون أنهم يسعون للترويج لتلك الخطة الجديدة التى تشتمل على تضييق الخناق على حركة طالبان وتنظيم القاعدة من خلال إرسال 30 ألف جندى أمريكى إضافى بما يرفع عدد القوات الأمريكية هناك إلى 98 ألف فرد. ومن جانبه، وقع وزير الدفاع الأمريكى، روبرت جيتس أمراً بإرسال 30 ألف جندى إضافى إلى أفغانستان فور إعلان أوباما عن استراتيجيته الجديدة وقال إن طلائع تلك القوات ستباشر انتشارها فى غضون أسبوعين، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بنقل المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية فى يوليو2011، ولكنها قد لا تبدأ فى سحب قواتها التى سترسلها إلا فى وقت لاحق. وعلى الرغم من أن أوباما أعلن فى وقت سابق أنه تشاور مع المسؤولين الباكستانيين بشأن استراتيجيته الجديدة فى الحرب على الإرهاب، مؤكداً على الدور الباكستانى فى تلك الحرب، قال رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى فى لندن، إن بلاده تنتظر «توضيحات» حول الاستراتيجية الجديدة. وعلى الجانب المعارض للحرب، تظاهر العشرات من مناوئى الحرب فى عدة مدن أمريكية، منها نيويورك وكاليفورنيا احتجاجاً على زيادة عدد القوات فى أفغانستان بينما قالت منظمة العفوالدولية إن تعزيز القوات ينبغى ألا يتكبد ثمنه المدنيون الأفغان متمثلاً فى مخاطر متزايدة عليهم وتحملهم المزيد من المآسى، وعلى الحكومة الأمريكية أن تضمن أن كل قواتها لن تنتهك حقوق الإنسان وأن من يفعل ذلك تجب مساءلته.