اهتمت الصحافة الأجنبية بأزمة دبى، وتأثيرها على دول الشرق الأوسط، مشيرة إلى سريان حالة من الرعب فى الدول المجاورة خوفا من احتمال تصدير الأزمة إليها، وربطت الصحف بين الأزمة وسياسة حاكم دبى فى السيطرة على اقتصاد الإمارة. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن أزمة ديون دبى جزء من سلسلة مشاكل لحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وأضافت، فى تقرير لها أمس أعده شيب كومينس وأندرو كريتشللو، إن الديون تكدست على دبى خلال العقود الأخيرة بسبب اقتراض الشركات التابعة للحكومة لتمويل التنمية فى البلاد، وذكرت أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدأ بلعب دور فعال للسيطرة على اقتصاد الإمارات النامى عقب توليه الحكم عام 1995. ونقلت الصحيفة عن موقع حاكم دبى وصفه لطريقته الاقتصادية بأنها «سياسة طموحة»، وقوله: «أنا أتخذ القرارات وأتحرك بسرعة، مليئا بالقوة والعزم». وأشارت الصحيفة فى تقرير آخر إلى حظر الإمارات توزيع صحيفة صنداى تايمز البريطانية، والتى تضمنت صفحتين من الكاريكاتير والجرافيك عن دور الشيخ محمد فى أزمة الديون، من وجهة نظر الصحيفة. وقالت الصحيفة إن دبى حصلت على سمعة عالمية كنموذج للاقتصاد فى الشرق الأوسط، لكن هذا النموذج أصبح فى خطر الآن. وفى سياق متصل قال موقع «هذه لندن» الإلكترونى إن «أزمة دبى لن تؤثر على طموحات حاكمها فى سباق الخيول، مشيراً إلى أن حاكم دبى «سيواجه أزمة شعبية هذا الشتاء إذا استمر فى الإنفاق على بعض الخيول الأصيلة فى ظل الأزمة الحالية فى دبى». وأوضح الموقع أن حاكم دبى سيرسل رسالة واضحة هذا الأسبوع حول رغبته فى استمرار دعم السباق البريطانى، وسيقوم كبير مستشاريه جون فرجسون بإسعاد الباعة عن طريق شراء بعض من أجود الخيول فى نهاية الموسم الأوروبى». وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن أزمة ديون دبى تثير قلق جيرانها، مشيرة إلى قول بعض المراقبين الغربيين ضرورة أن يعمل مجلس التعاون الخليجى، الذى يضم السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت وقطر، على مساعدة دبى. ولكن قالت الصحيفة إن مشاركة مجلس التعاون الخليجى فى حل أزمة دبى «غير واقعية»، لأن المجلس «ليس أداة لحالات الطوارئ أو العمل المشترك، وإنما يقتصر دوره على العمل لتحقيق التكامل الاقتصادى والاتحاد النقدى، وهو ما تعثر بسبب الخصومات السياسية والمخاوف حول المجد الوطنى، إذا انسحبت الإمارات من خطة توحيد العملة بسبب تحديد موقع البنك المركزى لدول مجلس التعاون الخليجى فى السعودية». وقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن أسعار النفط ارتفعت إلى ما يقرب من 77 دولاراً للبرميل على ضوء الخوف من أزمة ديون دبى، وأوضحت أن الأزمة جعلت المستثمرين يخشون وقوع أزمة مالية أخرى، فى الوقت الذى اتخذ فيه بنك الإمارات المركزى خطوات للحد منها. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن خطوة البنك المركزى «تهدف للحد من أزمة الثقة التى أدت إلى تجميد السوق فى العام الماضى وجعلت الاقتصاد العالمى على حافة الفشل، وهددت الجميع من أصحاب المليارات إلى المستثمرين الصغار فى مشروعات آمنة». وقالت الصحيفة إنه «رغم كون دبى صغيرة على تصدير أزمتها خارج نطاق الشرق الأوسط، إلا أن الخوف الرئيسى يكمن فى إمكانية فرار المستثمرين من سوق خطرة بحثاً عن جنة أخرى أكثر أماناً لأموالهم».