حصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات فى قضية «انهيار صخرة الدويقة» التى سقطت على منازل أهالى منشأة ناصر فى سبتمبر قبل الماضى، وراح ضحيتها 119 شخصاً، وأصيب فيها 54 آخرون، وفقد أكثر من 15 شخصاً تحت الأنقاض، جاءت التحقيقات فى 1000 ورقة تقريباً، وحملت مفاجأة كشف عنها مسؤولو هيئة المساحة، والمصابون، وأسرهم، وعدد من المتهمين، واستمعت النيابة إلى أقوال 30 مصاباً، و25 مسؤولاً فى محافظة القاهرة، على رأسهم المحافظ الدكتور عبدالعظيم وزير، بالإضافة لعدد آخر من مسؤولى وزارة الإسكان، واستمرت التحقيقات لأكثر من عام ونصف العام تقريباً. فجر مسؤولو هيئة المساحة الجيولوجية مفاجآت فى تحقيقات النيابة، حيث أكدوا أنهم قدموا تقارير فى 14 يونيو 2007 - أى قبل وقوع الكارثة بما يزيد على عام تقريباً - إلى رئيس حى منشأة ناصر المتهم الثانى أحمد محمد على حسين، تحذر من انهيار صخرة الدويقة على عدد من المساكن، وكتبوا فى تقريرهم الذى تم تقديم نسخة منه إلى النيابة «هناك صخرة على وشك الانهيار». وسألت النيابة أحد أعضاء الهيئة الذى شارك فى إعداد التقرير حول المسؤول الذى تسلم منهم التقرير، فرد بأن رئيس الحى السابق تسلمه داخل مكتبه أثناء تحدثه فى هاتف محمول، وعندما حذره عضو اللجنة من خطورة ما جاء بالتقرير، رد رئيس الحى «ربنا يستر». وكشفت التحقيقات أن تلك التقارير عثر عليها فى دفاتر حى منشأة ناصر، وتم التحفظ عليها وإلحاقها بالتحقيقات. وأضاف عضو هيئة المساحة أن عدة أسباب أدت إلى انهيار الصخرة، ومنها أن الطبيعة الجيولوجية لهذه المنطقة التى ينتشر بها العديد من الفواصل والصخور القديمة، وكذلك زيادة الكثافة السكانية العشوائية أعلى الهضبة وعلى حوافها وعدم وجود شبكة صرف صحى تساعد على تسريب مياه الصرف الصحى، أدت إلى انتشار المياه أسفلها وانتفاخ الصخرة ثم انهيارها قرب منطقة الحادث، وما ساعد على وقوعها أيضاً قربها من طريق الأوتوستراد الذى تمر عليه شاحنات ثقيلة بكثافة. وأضاف مسؤولو الهيئة فى التحقيقات أنهم خاطبوا رئيس الحى مرة ثانية بعد 4 أشهر تقريباً من المخاطبة الأولى، وحذروا فيها من وقوع كارثة إلا أن رئيس الحى رد عليهم «أنتم عملتوا اللى عليكم، وسيبونا نشوف شغلنا»، لكنه لم يفعل شيئاً حتى انهارت الصخرة فوق رأس الأهالى البسطاء. وأدانت شهادة مسؤولى الهيئة أهالى المنطقة بقولهم «بعض الأهالى أخذوا يحفرون أسفل الصخرة، ليتمكنوا من مد المساكن والحصول على مزيد من المساحة التى تساعدهم فى استثمارها فى تربية المواشى أو فى أعمال أخرى، وهذا ما ساعد على انهيار الصخرة، ولكن ليس هذا هو السبب الرئيسى، لأن الصخرة كانت منتفخة بسبب تسرب مياه الصرف الصحى من أعلى». وكشفت التحقيقات عن تبادل المتهمين الثمانية إلقاء التهم على بعضهم البعض، حيث قال اللواء محمود ياسين، نائب المحافظ، إنه أخطر المحافظ قبل الحادث بستة أشهر تقريباً. وطالبه بتوفير 257 شقة بديلة، فى حين رد رئيس الحى السابق، بأنه أخطر رئيسه «نائب المحافظ للمنطقة الغربية» وأخلى مسؤوليته، فيما نفى المحافظ إخطاره بتلك الواقعة، وأنه لم يطّلع على تقارير هيئة المساحة إلا بعد وقوع الكارثة بأيام.