اتهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمرة الأولى، أمس، تنظيم «القاعدة» فى اليمن بتجهيز وتدريب النيجيرى الشاب الذى حاول تفجير طائرة ركاب أمريكية فى 24 ديسمبر الماضى. واعتبر أوباما فى كلمته الأسبوعية أن تنظيم القاعدة مسؤول عن محاولة الاعتداء على الطائرة التى كانت تقوم برحلة بين العاصمة الهولندية أمستردام ومدينة ديترويت الأمريكية، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة فى حرب ضد «شبكة واسعة النطاق من الحقد والعنف». وقال أوباما عن المشتبه به النيجيرى الذى تم اعتقاله عمر فاروق عبدالمطلب: «نعلم أنه كان قادما من اليمن، البلد الذى يعانى من فقر شديد وحركات تمرد دامية. يبدو أنه التحق هناك بفرع تابع للقاعدة وأن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب دربه وجهزه بتلك المتفجرات ووجهه للهجوم على تلك الطائرة المتوجهة إلى أمريكا». وأضاف: «جعلت من أولوياتى تقوية شراكتنا مع الحكومة اليمنية بتدريب وتزويد قواتها الأمنية بالمعدات واقتسام معلومات المخابرات والعمل معها لضرب الإرهابيين من أعضاء تنظيم القاعدة». ولم تكن السلطات الأمريكية وجهت حتى كلمة أوباما أى اتهام علنى إلى القاعدة فى اليمن، مكتفية بالإشارة إلى وجود «رابط» مع هذا التنظيم الإرهابى. فى الوقت نفسه، أكد قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس إن الولاياتالمتحدة تتعاون بشكل وثيق مع مصادر المخابرات اليمنية لمحاربة التواجد الآخذ فى النمو لتنظيم القاعدة فى اليمن. وقال بتريوس: «فى الحقيقة كان هناك تبادل لتقارير المخابرات والمعلومات وهكذا.. إنه طريق مزدوج لأن مصادر المخابرات اليمنية جيدة جدا». وأضاف أن «واحدة من العمليات التى تم تنفيذها فى ديسمبر أحبطت هجوما لأربعة انتحاريين على صنعاء وأن عمليات أخرى استهدفت معسكرات لتدريب المتشددين وقادة كبارا للمتشددين يعتقد أنهم قتلوا أو أصيبوا بإصابات بالغة». وأعلن بتريوس أن الولاياتالمتحدة ستضاعف برنامج مساعداتها الأمنية التى تبلغ 70 مليون دولار لليمن. وقال بتريوس: «قدمنا، وهذا معروف جيدا، ما يقرب من 70 مليون دولار مساعدات أمنية العام الماضى، سيزيد ذلك لأكثر من المثلين هذا العام». فى غضون ذلك، رجحت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تؤدى محاولة تفجير طائرة ديترويت إلى تعقيد كبير بشأن جهود أوباما الرامية إلى إغلاق معتقل «جوانتانامو» فى كوبا وسط دعوة الكونجرس الأمريكى الإدارة الأمريكية إلى إعادة التفكير فى هذه الخطط. وأفادت الصحيفة فى تقرير أمس أن تحديد الإجراء الذى يمكن اتخاذه مع المحتجزين برهن بالفعل على أنه بات الآن مثار قلق، خاصة أنه يعنى تراجع الرئيس أوباما عن قراره الخاص بإغلاق المعتقل بحلول الثانى والعشرين من يناير الحالى. وأضافت أن مسؤولية فرع القاعدة فى اليمن عن محاولة الاعتداء سيجعل قضية إغلاق جوانتانامو مهمة صعبة، لأن قرابة نصف المحتجزين المتبقين بالمعتقل من اليمن.