منذ أن نشرنا تحقيق اغتصاب بنات الشوارع فى المغارة والتعليقات لا تتوقف والتعقيبات على موقعنا تتوالى.. من يتابع هذه التعقيبات يدرك ليس فقط الإحساس بمدى قسوة الوقائع التى نشرناها بل يدرك أيضا مدى بشاعة واقعنا الحالى فى مصر.. معظم هذه التعقيبات لا تخرج عن اثنين إما «حسبى الله ونعم الوكيل» أو «المغتصب ليس فى المغارة» إما التمسك بالله والعقيدة، وإما الهجوم على من يحكمون ويملكون القرار.. الإحساس الوحيد الذى يمكن أن تخرج به فى النهاية هو إحساس شديد بالعجز امام واقع لا يمكن احتماله.. إحساس شديد بالعجز الذى لا يملك سوى ان يصرخ طالبا الرحمة أو أن يلعن أولى الأمر الذين تسببوا فى هذا أو على الأقل تركوه يحدث ولم يفعلوا شيئا.. كل هذه التعليقات تعكس إحساس العاجز الذى لا يملك من أمره شيئا.. قسوة الوقائع صدمت الكثيرين وروعتهم ودفعت بإحساس العجز لديهم جميعا.. حالة من عدم التصديق «أنا كأنى فى حلم فين أهل البنات دول، فين الأمن فين الدولة فين الحكومة فين النظام» و«قرفان من النظام والحكومة والحزب» ويشعر البعض بالغضب من الحكومة والنظام وكأن هذه المأساة قد جذبت خيط مأساته هو «هما بس المغتصبين، كل الشعب مغتصب من اللى بيسوا واللى مايسواش بس الفرق بيننا وبينهم هو إن إحنا بنغتصب بمزاجنا وبدون أى صوت لاحد عنده إحساس ولا حد عنده حياء يعبر بيه عن نفسه ويقول آه يا بلد». طاقة غضب هائلة انفجرت فى هذه التعليقات وصلت إلى السب والدعاء على كل من هو مسؤول وهى إن عكست شيئا فهى تعكس غضبا مكبوتا لكنه غضب العاجز.. «الأستاذ الدكتور أحمد باشا نظيف والدكتور عبدالعظيم وزير انتو فين منكم لله مش عارف انتو عايزين من الشعب ايه جوعتونا.. غاب الامن غاب الأمان غابت السلطة إلا فى حاجات شخصية للسادة رجال الأعمال اللى هما فى الوزارة.. يا ترى رئيس الوزراء أو المحافظ مش بيشوف الناس الغلابة اللى ملوا الشوارع ولا هو بس شاطر فى الإزالات؟ أنا نفسى أشتم وأسب بس ح أسب مين ولا مين».. إما الدعاء والسب وإما التمسك بأهداب الدين، وإما بؤس يقترن بعجز.. الكثيرون توقفوا عند «حسبى الله ونعم الوكيل» والبعض خاطب شيخ الأزهر وآخر اتهم الإخوان بأنهم نسوا دورهم فى الدعوة وتخلوا عن دورهم الاجتماعى ذكر الجميع بأنهم سيسألون ويحاسبون يوم الحساب وطالب المسؤولين بتحضير الجواب من الآن. من صرخ طالبا النجدة من السماء ومن صب لعناته على القائمين على هذا البلد كلاهما عاجز عن أن يفعل شيئا لا يملك الاحتمال ولا يملك الفعل، أسوأ ما نواجهه حقا هو أننا مفتوحو الأعين مكتوفو الأيدى. [email protected]