يعيشون حياة القرون الوسطى.. حياة تنعدم فيها المرافق العامة.. ينفردون فيها بطقوس وعادات انتهت ممارستها منذ قديم الأزل، ويفتقدون فيها حقهم فى «الصحة» و«التعليم»، كل ما يعرفونه عن مصر أنها دولة شقيقة لدولتهم التى أعلنوها دولة مستقلة بعد أن سقطت من ذاكرة المسؤولين. فأهلا بك أنت فى جزيرة «العزبى». بمجرد أن تطأ قدماك جزيرة «العزبى»، التى تتوسط بحيرة المنزلة بين محافظتى دمياط والدقلهية التى تبعد 40 كيلو مترا، تجد الأهالى يعيشون حياة «بدائية» على أرض يفترض أنها مصرية، حتى بعد انضمامها إلى محافظة الدقهلية، على الرغم من مطالبة الأهالى بضمها إلى محافظة دمياط الأقرب للجزيرة. 3 آلاف مواطن داخل جزيرة «العزبى» يشتاقون إلى سماع خبر قد يعيدهم إلى الحياة الآدمية التى طال انتظارهم لها، بعد أن وعدهم بها الدكتور عبدالعظيم وزير، قبل تنصيبه محافظا للقاهرة، وهو المحافظ الوحيد الذى وطأت قدماه الجزيرة. تعريف المرافق العامة فى الجزيرة يختلف عن التعريف المعتاد لها، فالصرف الصحى للأهالى هو بحيرة المنزلة، أما الكهرباء ف«نور ربنا»، الشمس نهارا، و«القمر» و«مولدات الكهرباء» ليلا، وبالنسبة للمياة، فالحصول عليها يتطلب رحلة أسبوعية لرجال الجزيرة تتكلف 30 جنيهاً. سلامة عبدالغفار، أحد أهالى الجزيرة، يقول: «نعتمد فى الأكل على السمك الذى نصطاده والبقوليات وكل بيت فيه بقرة بنعيش على لبنها وفى مواسم الطيور المهاجرة بنصطاد، فنحن نشعر بأننا أعلناها دولة مستقلة شقيقة لدولة لجمهورية مصر العربية». ويقول عم صبرى، أحد شيوخ الجزيرة: «نحن لا نملك أى وسيلة اتصال بالعالم الخارجى، ومعظمنا لا يملك بطاقات شخصيه تمكنه من المشاركة فى الحياة السياسية، بالإضافة إلى انعدام المرافق العامة فى الجزيرة، وهو ما يعرض العشرات للوقوع فريسة لأمراض الكبد والفشل الكلوى». لم يتمن الأهالى فى جزيرة «العزبى» سوى عيادة خاصة لعلاج المصابين بالبلهارسيا وأمراض الكبد وتضخم الطحال، سمية العزبى: «لا نحتاج سوى توفير مرافق عامة لنا داخل الجزيرة، فالوصول لأقرب مستشفى يتطلب منا السفر إلى دمياط». الحياة والموت داخل جزيرة «العزبى» سواء، فالأهالى يعيشون حياة دون مرافق عامة، ووفاة دون «مقابر» تحوى أجسادهم، كامل العزبى، أحد أهالى الجزيرة، يقول: «لو حد مات مننا بنحمله على لانش 40 كيلو لنصل إلى مقابرنا فى دمياط، وده لإننا حتى معندناش مقابر تلم أجسادنا بعد الوفاة».