سجنت السلطات الإيرانية المستشار الإعلامى للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، مدير وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، على أكبر جوانفكر، الأربعاء، بعد الحكم عليه فى فبراير الماضى، بالسجن 6 أشهر، بتهمتى إهانة المرشد الأعلى، ونشر مضمون يتنافى مع القيم الإسلامية والأخلاق العامة، كما تم حرمانه من ممارسة أى نشاط إعلامى لمدة 5 أعوام، بحسب ما أعلنت وكالتا «إرنا» و«فارس» الإيرانيتان، وسيؤدي «جوانفكر» العقوبة فى سجن «أيوين» في طهران. وقال محامى «جوانفكر»، الذى يدير أيضاً صحيفة «إيران» اليومية، أن الملاحقة تعود إلى نشر مقالة فى مجلة رسمية، تنتقد إلزام النساء بوضع الحجاب فى إيران. ويأتى سجن «جوانفكر» بعد أيام من سجن ابن وابنة الرئيس السابق أكبر هاشمى رفسنجانى، الذى يعد أحد رموز الاعتدال فى إيران. ويسلط الحكم ضد «جوانفكر» الضوء على تزايد التوتر بين الفصائل السياسية فى إيران، حيث حول «جوانفكر» وكالة «إرنا» لتصبح ناطقة بلسان أحمدى نجاد وفصيله السياسى، حيث شن المحافظون المتشددون فى العام الماضى حملة شرسة على الرئيس الإيرانى وبعض مقربيه، واتهموهم بأنهم «تيار منحرف» ويشكك فى أسس الجمهورية الإسلامية، حيث يعتمدون على النهج القومى وليس الإسلامى لإدارة البلاد، من وجهة نظرهم. وفى السنوات القليلة الماضية، ووفقاً للدستور الإيرانى، فإن خامنئى هو زعيم الدولة وله القول الفصل فى كل شؤونها، ولذلك فإن إهانة الزعيم لا تعتبر فقط جريمة ضد شخصه ولكن أيضاً بمثابة تقويض للنظام الإسلامى فى إيران. ولفتت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أنه رغم اعتقال عدد من المقربين من أحمدى نجاد من قبل وإطلاق سراحهم، إلا أن هذه هى المرة الأولى التى يسجن فيها أحد حلفائه، مشيرة إلى أن سجن «جوانفكر» هو حلقة فى الصراع بين السلطات فى طهران، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت الصحيفة: إن اعتقال «جوانفكر» من الممكن أن يكون هدفه تقويض موقف الرئيس فى الأممالمتحدة، حيث أشار «نجاد» إلى استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن حول البرنامج النووى الإيرانى، فى الوقت الذى تعتبر فيه المحادثات مباشرة مع «الشيطان الأكبر» هى من المحرمات فى السياسة الإيرانية، حيث يرى المراقبون أن مثل هذه الخطوة سيكون لها دعم علنى لحلفاء نجاد، مما يزيد فرصهم فى الانتخابات العام المقبل.