ذكرت وسائل إعلام سورية أن أعضاء بالمعارضة في الداخل عقدوا اجتماعا نادرا في دمشق، الأحد، دعوا فيه إلى «إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته»، بعد أشهر من القتال أدت إلى سقوط آلاف القتلى. وانعقد الاجتماع بمباركة من السلطات السورية، على الرغم من اتهامات المعارضين بأنهم يعطون «انطباعا خاطئا» بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وجاء في المبادئ الأساسية لمؤتمر إنقاذ سوريا «إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية، والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق أهداف الثورة». ودعا رجاء الناصر، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وأحد منظمي المؤتمر، إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف القصف الوحشي الهمجي، لتكن هدنة واستراحة محاربين، تفتح الطريق أمام عملية سياسية عندما تتوفر شروطها ومستلزماتها، عملية تكفل التغيير الجذري الديمقراطي تكفل الانتهاء من النظام الراهن لصالح ديمقراطية جدية وحقيقية». ويقول نشطاء إن أكثر من 27 ألف شخص، أغلبهم من المدنيين، قتلوا خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ 18 شهرا، معظمهم في الأشهر القليلة الماضية حين تحولت المعارضة إلى مواجهات مسلحة. وينظم مؤتمر المعارضة في دمشق جماعة المعارضة الرئيسية في الداخل وهي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي. وفي يوليو الماضي ألغي مؤتمر مشابه بعد تهديد قوات أمن الأسد لصاحب القاعة التي تستضيفه، وأطلقت قوات الأمن النار أمام القاعة في حادث أسفر عن مقتل 14 شخصا. ويقول «الأسد» إنه يقبل بعض الشخصيات المعارضة التي تدعو إلى التحول السلمي من دولة الحزب الواحد إلى الحكم الديمقراطي، ويشير حلفاؤه إلى المعارضة الداخلية باعتبارها مؤشرا على جدية الرئيس في التغيير. واتهمت المعارضة المسلحة شخصيات المعارضة الداخلية والتي تضم معارضين بارزين قضى بعضهم سنوات في سجون الأسد بأنها سلبية. وأشار متحدث باسم الجيش السوري الحر في المؤتمر إلى أن نظام «الأسد»: «يحاول دائما التفاوض مع نفسه». وقال «هذه ليست معارضة حقيقية في سوريا، هذه المعارضة ليست سوى الوجه الآخر لنفس العملة، الجيش السوري الحر لن تكون له علاقة بهذه الجماعات». وأضاف: «إنها مجرد خطة سخيفة لتضليل المجتمع الدولي ليظن أن هناك مفاوضات جارية، لا يمكنهم أن ينجحوا في إنهاء الحرب الأهلية».