نظم المئات من أهالي مدينة المحلة الكبرى بمشاركة عدد من القوى السياسية، والحركات الشبابية والثورية، مسيرة حاشدة، عقب صلاة الجمعة، للتنديد بمقتل الشاب كريم محمد، 17 عامًا، والشهير ب«كريم العمدة»، في حادث بأحد الأكمنة الأمنية. انطلقت المسيرة من مسجد الغنّام بمنطقة الرجبي التابعة لدائرة أول المحلة، مرورًا بميدان بنزيون باتجاه قسم شرطة أول المحلة، وشارك في تنظيم المسيرة حركات 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، وائتلاف شباب الثورة بالمحلة، والحزب المصري الديمقراطي. رفع المتظاهرون صورًا للضحية ولافتات عديدة مدونًا على بعضها عبارات مختلفة مثل: «ولكم في القصاص حياة»، و«كلنا فداء لكريم»، و«دم كريم مش حيروح هدر»، و«دم كريم مش رخيص»، كما ردد المتظاهرون هتافات تندد بالشرطة منها: «يا حكومة قتلتيه ليه»، و«أيوة بنهتف ضد الظلم»، و«لا اله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، و«القصاص .. القصاص». وندد المتظاهرون بقيام أفراد الأمن، وجهاز الشرطة ب«استخدام الأساليب القمعية في التعامل مع المواطنين، وسحلهم وقتلهم، في الوقت الذي يقوم فيه أعتى المجرمين والمسجلين بأعمالهم الخارجة على القانون من قتل، وسطو مسلح وتجارة المخدرات على علم من أفراد الأمن»، بجانب تقاعس جهاز الشرطة عن أداء عمله في الحفاظ على الأمن. وطالب المتظاهرون بنقل جميع القيادات الأمنية من مدينة المحلة الكبرى، وعلى رأسهم العقيد هيثم عطا، رئيس شعبة البحث الجنائي بالمحلة، والضباط المتهمين في الواقعة، وإحالتهم للتحقيق. في المقابل عززت مديرية أمن الغربية من تواجدها أمام أقسام الشرطة بالمدينة، خاصة قسم شرطة أول المحلة، ودفعت بوحدات قتالية، والعشرات من سيارات الأمن المركزي والمصفحات، وأخلت الأقسام من السجناء، تحسبا لاندلاع أي مواجهات أو اشتباكات بينهم وبين الأهالي. وتعود الواقعة إلى يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهمت أسرة الشاب كريم محمد العمدة، 17 عامًا، النقيب «حازم. ح»، معاون مباحث قسم أول المحلة، بالتسبب في مصرعه، بعد استيقافه في حملة أمنية بمنطقة أبو شاهين أثناء استقلاله لدراجة نارية، والاعتداء عليه بالضرب، مما تسبب في مصرعه داخل سيارة الشرطة، التي نقلته إلى المستشفى العام بالمحلة، حسبما قاله شهود عيان، إلا أن الضابط المتهم نفى في محضر الشرطة، تلك الاتهامات، موضحًا أن الشاب سقط مغشيًا عليه أثناء توقيفه. ومن جانبه، نفي العميد خالد العرنوسي، مدير المباحث الجنائية بالغربية، صحة الواقعة، قائلًا إنها «افتراء على الداخلية»، رافضًا الإدلاء بتفاصيل أكثر، فيما تعذر الحصول على تعقيب من اللواء صالح المصري، مدير أمن الغربية، حول الواقعة.