شهدت مدينة المحلة الكبرى في الساعات الأولى من فجر الأربعاء مناوشات بين المئات من الأهالي وقوات الأمن، وذلك بعد مصرع شاب في العقد الثاني من العمر في ظروف غامضة بأحد الأكمنة الأمنية بالمدينة. وقام الأهالي بمحاولة اقتحام قسم شرطة أول المحلة، ورشق القوات الأمنية بالحجارة والزجاجات، مما دفع مديرية أمن الغربية إلى الاستعانة بوحدات من القوات الخاصة، وقوات الأمن المركزي، والتي بدورها قامت بفرض طوق أمني أمام القسم، بينما قام عدد من الأهالي بقطع طريق شارع البحر أمام السيارات والمركبات، قبل أن تستعين أجهزة الأمن بالبعض لإقناع الأهالي بفض الاعتصام. جاء غضب الأهالي بعد مصرع شاب يدعى كريم محمد السيد، وشهرته «كريم العمدة»، 17 عامًا، في كمين للشرطة بمنطقة أبو شاهين في ظروف غامضة، حيث اختلفت الروايات حول وفاته، وسط اتهامات من أهله للشرطة بالتسبب في وفاته بعد اعتداء أفراد الأمن عليه بالضرب، وهى الرواية التي تنفيها الشرطة، مؤكدة أن الوفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية. وقال أحد أصدقاء الشاب المتوفي إن الأخير يقيم في منطقة الرجبي بدائرة أول المحلة، وكان مستقلا لدراجة بخارية حينما قام النقيب «حازم. ح»، معاون مباحث بقسم أول المحلة، بمحاولة توقيفه بكمين بمنطقة أبو شاهين التابعة لنفس الدائرة، مضيفًا أن الضابط قام بضربه بمنطقة الصدر، مما تسبب في انقلاب الدراجة، وإصابة الشاب بإصابات بالغة، وقام أفراد الأمن بالاعتداء عليه بالضرب حتى فارق الحياة. بينما نفى مصدر رواية الأهالي عن تسبب الشرطة في وفاة القتيل، وأكد أن الوفاة طبيعية نتيجة إصابة الشاب بأزمة قلبية نتيجة خوفه من أحد الأكمنة بالمدينة، وكشف مصدر طبي بمستشفى المحلة العام أن جثمان القتيل لا يحوي أي جروح، أو كدمات نتيجة اعتداء بدني، موضحًا أن هناك احتمالية أن يكون القتيل مصابًا بمرض القلب. نُقل جثمان القتيل إلى مستشفى المحلة العام، وتم التحفظ على جثمانه لحين تشريحه من قبل الطب الشرعي، في الوقت الذي انسحبت فيه الخدمة الأمنية من المستشفى خوفًا من رد فعل الأهالي، الذين قاموا بتحطيم واجهات المستشفى، وقام الأطباء وطاقم التمريض بالاحتماء في أحد المباني وإغلاق قسم الاستقبال.