عقدت بعد ظهر أمس فى سرت، قمة مصرية ليبية بين الرئيسين حسنى مبارك وقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافى، تم خلالها بحث تطورات الأوضاع فى المنطقة العربية والعلاقات الثنائية بين البلدين . وأكدت مصادر دبلوماسية ل « المصرى اليوم»، أن مبارك بحث مع القذافى عدداً من القضايا المتعلقة بانعقاد القمة العربية فى طرابلس فى مارس المقبل، فى مقدمتها إقناع القيادة الليبية بعدم توجيه الدعوة لحركة حماس، للمشاركة فى القمة، خاصة بعد أن هدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بمقاطعة القمة فى حال شاركت حماس، مما يحول دون اتخاذ قرارات قوية بشأن القضية الفلسطينية، فى حالة غياب الرئيس الفلسطينى. وقالت المصادر: إن الرئيس تطرق أيضاً إلى موضوع مشاركة لبنان فى القمة، على خلفية مطالبات بعض الأطراف الشيعية فى لبنان بامتناع بلادهم عن المشاركة، بسبب اتهام بعض الجهات اللبنانية للنظام الليبى بالوقوف خلف قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، وهو الموضوع الذى كان مبارك قد بحثه مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة. وأضافت: أن الفترة المقبلة ستشهد تهدئة مصرية فيما يخص المصالحة الفلسطينية، يتزامن معها تهدئة موازية بين حركتى فتح وحماس، مؤكدة وجود إمكانية لتوقيع الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية من جانب حركة حماس قبل انعقاد القمة. ولم تستبعد المصادر حدوث انفراجه فى أزمة العلاقات المصرية - السورية خلال الأسابيع المقبلة، ولكن بشرط أن «تقوم سوريا ببادرة حسن نية تجاه مصر، خاصة أن القاهرة ترى أن السوريين هم الذين بدأوا الأزمة من خلال انتقاداتهم اللاذعة لمصر وبعض القادة العرب، فيما لم يهاجم الرئيس مبارك القادة السوريين». وأشار المصدر إلى أن مصر لم تكن بعيدة عن الملفات السورية مؤكداً أن «مبارك بحث مع وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك عدم التصعيد مع سوريا، بالإضافة إلى عدم التصعيد أيضاً مع لبنان، وهو ما ظهر خلال تصريحات الوزير الإسرائيلى التى ركزت على الرد على الاستفسارات التى حملها الحريرى، حيث نفى وجود حملة إسرائيلية ضد لبنان. وفى سياق متصل، طالب اتحاد عمال سوريا الرئيس الليبى بضرورة تبنى المصالحة بين فتح وحماس خلال مؤتمر القمة العربية. وقال محمد شعبان عزوز رئيس اتحاد عمال سوريا، خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولى للعمال العرب أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم، إن القذافى لابد أن يكون له دور كبير فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، بعد فشلها طوال الفترة السابقة، حتى تتمكن المقاومة من مواجهة الاحتلال الإسرائيلى. وعقب حسين مجاور، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، موجها اتهامات حادة للدول التى تتاجر بالقضية الفلسطينية - على حد قوله - وقال: «إن الدول التى تزايد وتتلاعب بالقضية الفلسطينية دون أن تقدم لها شىء عليها أن تتوقف، من أجل صالح الشعب والقضية الفلسطينية التى تمثل الشغل الشاغل لمصر».