قالت باحثتان في معهد كارنيجي لأبحاث السلام إن إدارة الرئيس محمد مرسي في «موقف صعب» بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في القاهرة، محذرتين واشنطن من أن «اتخاذها موقفًا صلبًا مع العالم العربي والإسلامي لن يؤدي إلى تحسين العلاقات بينهما». ودعت الباحثتان المتخصصتان في شؤون الشرق الأوسط مارينا أوتاووي وسارة تشيزي، في المقال المنشور، الاثنين، على موقع المعهد الأمريكي، كلًا من إدارة أوباما، والكونجرس، وحملة رومني، «الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تجعل الأمور أسوأ»، لأن تهديد مصر بخسارة المساعدات العسكرية، أو سحب الدعم للحصول على قرض صندوق النقد الدولي، سيصعب علي حكومة مرسي معالجة الأزمة على الجبهة الداخلية، وزيادة الغضب تجاه الولاياتالمتحدة في جميع أنحاء المنطقة، حسب قولهما. وأوضحت الباحثتان أن «أهم خطوة لعودة العلاقات تتمثل في ردم الهوة بين الولاياتالمتحدة والرأي العام العربي وحكوماتهم بشأن مسألة حرية التعبير»، مشيرتين إلى أن «عدم فهم العالم العربي للنظام الأمريكي تسبب جزئيا في هذه الفجوة، لأن معظم العرب لا يعتقدون الحكومة الأمريكية عاجزة للسيطرة على وسائل الإعلام». وذكرت الباحثتان أن مرسي وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين أثبتوا خلال هذه الأحداث بداية الانتقال من موقع المعارضة إلى الحنكة السياسية، التي تتطلب من القادة الأمريكيين بدورهم الاعتراف بصعوبة مواجهة وضع حكومات العربية وتجنب تفاقم الموقف، حسب المقال. وأشارت الباحثتان إلى أن «مرسي استغرق 27 ساعة للتنديد بالاعتداء على السفارة الأمريكية، وسارع لتدارك التأخر في الرد، من خلال خطابه الرسمي، مساء الأربعاء الماضي، وتصريح نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر عن قلقه على سلامة البعثة الدبلوماسية الأمريكية»، قائلتين: «هذا يمثل اعترافًا من الحكومة المصرية والجماعة بمسؤوليتهما المطلقة في حماية البعثات الدبلوماسية». وقالت الباحثتان إن «رد فعل المسؤولين المصريين في مواجهة الأزمة الأولى الكبرى في السياسة الخارجية ينبغي أن ينظر له على أنه (نصف الكوب الممتلئ)، وليس النصف الفارغ، بالأخذ في الاعتبار أنه حزب جديد وبلا خبرة، وعلى الأقل التغيير في النهج يسير في الاتجاه الصحيح». وذكرت الباحثتان أن الحكومة المصرية الجديدة تواجه «موقفًا صعبًا»، فلأول مرة في تاريخ مصر الحديث لديها من الديمقراطية ما يكفي لأن تأخذ الحكومة الرأي العام في الاعتبار، كما أن «المعارضين لإدارة مرسي يحاولون الاستفادة من الأحداث الأخيرة، زاعمين أن رد الرئيس على الفيلم الأمريكي المسيئ إلي الرسول ينبغي أن يكون أقوي من ذلك، وعليه أن يكون في مقدمة المحتجين». وحثتا الولاياتالمتحدة إلى «اتخاذ خطوات للجوء إلى القضاء في حال كانت وسائل الإعلام الأمريكية تحث على خطاب الكراهية، مما يشكل خطراً على حياة الإنسان الأمريكي والسياسات الأمريكية، مع الاستمرار في الوقت نفسه في الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة، واستمرار في مهمة طويلة الأجل من العرب مقنعة على أن حكومة الولاياتالمتحدة حقا لا تسيطر على وسائل الإعلام».
