أعلن الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الاثنين، عن اتفاق بتقديم 2 مليار دولار كوديعة واستمثارات، من البنك المركزي التركي إلى البنك المركزي المصري، موضحا أن الاستثمارات ستكون في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك على هامش زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للقاهرة، للمشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية بشأن سوريا. وقال «علي»، في مؤتمر صحفي عقب لقاء أوغلو بالرئيس محمد مرسي بقصر الاتحادية، إن هناك مجموعة من الزيارات المرتقبة والمكثفة بين مصر وتركيا سيتم الاعلان عنها خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن هناك زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لمصر سيعلن عنها قريبا. وأشار «علي» إلى اجتماع الجلنة الرباعية الخاصة بسوريا، الأحد، في القاهرة، على مستوي وزراء الخارجية، بهدف التوصل لحل ناجز وسريع لازمة سوريا، لأنها في الأساس أزمة إنسانية لوجود 500 ألف لاجئ سوري خارج الحدود السورية، و2 مليون مشرد داخل سوريا. وأضاف أنها أزمة تستوجب تضافر جميع الجهود للتوصل إلى حل للأزمة السورية، موضحا أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، موجود في مصر حاليا ويجري اتصالات بالخارجية في هذا الشأن. من جانبه قال «أوغلو» إنه ناقش مع مرسي مجموعة من القضايا الإقليمية المهمة للبلدين، وخاصة القضية السورية، مشيرا إلى أن تركيا تعمل مع مصر في هذا الموضوع، وتتفق مع ما قاله الرئيس مرسي حول هذه القضية في كل من مكةالمكرمةوطهران، لافتا إلى تطابق المفاهيم بين الجانبين في هذا الإطار، ودعم تركيا للمبادرة الرباعية التي أعلن عنها مرسي. وأعرب «أوغلو» عن تفاؤله بإمكانية حل هذه الأزمة، من خلال بدء أعمال اللجنة الرباعية، والتي سينضم إليها «الإبراهيمي». وقال «علينا حل مشاكل المنطقة بأنفسنا»، مشيرا إلى أن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، لن يحضر لوجود ظروف تمنعه من ذلك، وربما يتم عقد لقاء معه في وقت لاحق. وتتكون اللجنة الرباعية من مصر وإيران وتركيا والسعودية، وتشكلت بحسب مبادرة مرسي أثناء زيارته طهران، الشهر الماضي، للمشاركة في قمة عدم الانحياز. وأكد «أوغلو» أهمية المبادرة المصرية باعتبارها وسيلة للتشاور حول هذه القضية لوقف سفك الدم، مشيرا إلى أن تركيا بذلت جهودنا بذلت جهودا في هذا الصدد وحدها في البداية ثم مع جامعة الدول العربية، والأممالمتحدة، لكن الرئيس السوري بشار الأسد لم يف بوعوده. وقال «موقفنا واضح من هذه القضية، نظام يقتل شعبه لا يمكن أن ينجو، وعلينا أن نعمل سويا لوقف سفك الدم وجعل عملية التحول ممكنا"، مشيرا إلى أن الأزمة السورية لم تعد أزمة نظام فحسب بل أزمة إنسانية». وأشار إلى أنه التقى «الإبراهيمي»، معربا عن اعتقاده بأنه لا يحظى للأسف بدعم كامل من الأممالمتحدة، وقال «لا بد من دعمه حتى ينجح، وأتمنى ألا تكون مهمة الإبراهيمي هي فرصة لمنح الأسد مزيدًا من الوقت لسفك الدماء كما كانت مهمة كوفي أنان»، المبعوث الأممي العربي السابق إلى سوريا. وحول تأثير إيران على سوريا ودعمها للنظام السوري، قال «أوغلو» إن الجميع يعمل علاقة إيران بسوريا، ونحن في المبادرة الرباعية نحاول استغلال عمق هذه العلاقات في إقناع النظام السوري بوقف سفك الدماء، وعلينا تجربة كل شيء لوقف سفك الدم، والجميع يجب أن يكون جزءا من الحل، مستطردا أن ما حدث في مصر يجب أن يكون رسالة لتركيا، فكما سمح للمصريين بتقرير مصيرهم لا بد أن يسمح للسوريين بذلك دون معايير مزدوجة. وأشار «أوغلو» إلى انه بحث مع الرئيس مرسي العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال «لدينا خطة عمل مشتركة، وزيارات متبادلة بين الجانبين»، معلنا احتمال زيارة الرئيس مرسي لتركيا في أوائل أكتوبر المقبل، ومؤكدا على دعم تركيا لعملية التحول الديمقراطي والثورة المصرية، ونجاح مصر وحكومتها هو نجاح للمنطقة بأكملها. وأضاف اوغلو إنه ناقش مع الرئيس مرسي قضية «الفيلم المسيء» للرسول، مشيرا إلى أن مصر وتركيا تتشاركان نفس الآراء في هذه القضية، وتؤكدان على أن مثل هذه الأعمال تشكل خطرا كبيرا على العالم الإسلامي، وعلينا أن نقف ضد هذا النوع من الإهانة، لكن في نفس الوقت لا يمكننا الإساءة لأي عقيدة أو معتقد، وعلينا أن نتظاهر بكرامة واحترام وهدوء، ولا نعطي صور سلبية، مشددا على أهمية حماية مقرات السفارات الأجنبية والعاملين فيها.