بعدما جال العالم لمدة عام، لم يول الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، اهتماماً للسياسة الخارجية فى خطابه الأول عن «حال الاتحاد» الذى سعى فيه إلى استعادة تأييد الناخبين، بينما لم يذكر عملية السلام فى الشرق الأوسط. وبعد أسبوع واحد من خسارة الديمقراطيين «الأغلبية الموصوفة» فى مجلس الشيوخ، بعد هزيمتهم فى انتخابات فرعية، شدد أوباما فى خطابه على ضرورة إيجاد وظائف جديدة، ولم يتحدث عن بعض القضايا الدولية سوى فى نهاية خطابه. ولم يشر أوباما، الرئيس الأمريكى الذى قام بأكبر عدد من الزيارات الخارجية فى سنته الأولى فى البيت الأبيض، إلا فى نهاية خطابه الذى جاء فى حوالى 5700 كلمة، إلى أفغانستان فى حين أنه لم يذكر باكستان على الإطلاق. وهو تغيير كبير بعد شهرين من خطابه الرسمى فى الأكاديمية العسكرية فى ويست بوينت، حيث عرض الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة فى المنطقة وأعلن خصوصاً إرسال تعزيزات قوامها 30 ألف جندى إلى أفغانستان. وتطرق الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة فى خطابه أمام الكونجرس باقتضاب إلى السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة، خصوصا مع الصين وروسيا والحلفاء الذين لم يكن الرئيس السابق جورج بوش يهتم برأيهم كثيراً. كما لم يذكر عملية السلام فى الشرق الأوسط التى تشكل محور فقرة شبه إلزامية فى الخطب الرسمية للرؤساء الأمريكيين. وقال خبراء إن واقع السياسة الداخلية شغل أوباما مع أنه مهتم إلى حد كبير بالسياسة الدولية. وفى بلد بلغت فيه نسبة البطالة 10%، يفترض أن يركز الرئيس، الذى فاز بجائزة نوبل للسلام فى 2009، على الاقتصاد خصوصا وأن انتخابات منتصف الولاية فى أواخر السنة يمكن أن تنذر بعودة الجمهوريين. وقال ستروب تالبوت، رئيس المجموعة الفكرية «بروكينجز اينستيتيوشن»، إنه «عليه ألا يهتم بالمشاكل الداخلية فقط، ولكن عليه أن يجعلها من أولوياته نظراً لحجم القلق فى هذا البلد بشأن هذا الجانب من عهده». لكن مايك جونزاليس من معهد «هيريتيج فاونديشن» اليمينى رأى أن أوباما يولى أهمية ضئيلة للمسائل الأمنية على ما يبدو. وأضاف «أنه أمر مدهش نخوض حربين ولم يبدأ بالحديث عن الأمن إلا بعد خمسين دقيقة». ومن مواضيع السياسة الدولية التى تطرق اليها الرئيس التهديد النووى. وقال أوباما «مع إننا نخوض حربين، فنحن نواجه على الأرجح أكبر خطر يهدد الأمريكيين: التهديد النووى». ويبقى الجانب الدولى الأبرز فى خطاب أوباما عن حال الاتحاد خوفه من أن تفقد الولاياتالمتحدة مكانتها كأول اقتصاد عالمى. وقال إن «الصين لم تبطئ فى إنعاش اقتصادها وكذلك ألمانيا والهند وهذه الدول لا تعمل من أجل أن تصل إلى المرتبة الثانية». وأضاف وسط تصفيق الحاضرين «لا أقبل بالمرتبة الثانية للولايات المتحدة».
