تصريحات وردية وواقع مظلم.. هذا ما ينطبق تماما على حال معظم المصالح الحكومية فى المحافظة ، التى تحول معظمها إلى «كعب داير» بحثا عن إنهاء المصلحة رغم الوعود المتكررة خلال السنوات الماضية، بتقديم الخدمات الحكومية باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات عبر شبكة إلكترونية ذكية، تنهى رحلة عذاب المواطنين مع المصالح الرسمية، مما يؤكد «وهم» الحكومة الإلكترونية- على حد قول أحد المواطنين. محمد عبدالعزيز، محام، يقول: «رغم انتشار المراكز الذكية بالمحافظة، تم تخصيصها للخدمات وإنهاء جميع مصالح وطلبات المواطنين دون معاناة باستخدام التقنيات الحديثة إلا إنه عندما تذهب إلى حى لكى تستخرج أى شهادة أو رخصة تظل أكثر من شهر تتردد على الموظفين. وأضاف: «لا أعرف كيف سنتحول إلى حكومة إلكترونية ولدينا نسبة كبيرة من المصريين لا تمتلك أجهزة الكمبيوتر أو حتى تستطيع التعامل معه وطالب بتدريب الموظفين بشكل دائم على كيفية التعامل مع الجمهور قبل تدريبهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة. ويعلق على أحمد على، محاسب، بقوله : «إن الحكومة الإلكترونية موجودة على الورق فقط فهى أشبه ب«الوهم» وكنت متفائلا بعد ما سمعته عن إدخال نظام الخدمات المتطورة من خلال برنامج الحكومة الإلكترونية فأنا محاسب وكان لدى مشروع مطبعة أغلقته بسبب التعقيدات والموافقات والأوراق المطلوب تقديمها إلى الجهات المختصة حتى إن السجل التجارى لم أحصل عليه، لأنه يتطلب الذهاب إلى القاهرة للحصول على موافقة إحدى الجهات. وأكد مصطفى فارس، طالب بكلية الآداب: «إن تصريحات الحكومة للاستهلاك المحلى وحاولت مرارا استخدام الكمبيوتر والتقنيات الحديثة وحجز تذكرة سفر إلى القاهرة دون جدوى بل لم أحصل على معلومة مفيدة، الأمر الذى أحبطنى وتأكدت أن الذهاب إلى الشباك والانتظار فى الطابور أوفر للوقت والمجهود وعناء البحث». وانتقد مجدى الحلوانى، رئيس لجنة خدمة المواطنين بالمجلس الشعبى المحلى، البيروقراطية الحكومية التى تسبب معاناة للمواطنين وكثرة المشاكل التى تواجههم داخل المصالح الحكومية وطول الانتظار حتى تنتهى الخدمة وكذلك سوء معاملة المواطنين داخل الأحياء ومكاتب الشهر العقارى وتمزق بعض الأوراق وفقد بعض الملفات الخاصة بالمواطنين وكثرة المستندات المطلوبة والمغالاة فى قيمتها، مما يعوق استخراج البيانات المطلوبة إلى جانب سوء المعاملة التى يواجهها المواطنون من بعض موظفى سجلات الأحوال المدنية. وشدد محمد حنفى، مدير التطوير بمعهد تكنولوجيا المعلومات بالمحافظة ، التابع لوزارة الاتصالات، على أن الحكومة الإلكترونية أمر لا مفر منه فى وقتنا الحالى، للقضاء على البيروقراطية وطول الإجراءات التى يعانى منها أى شخص يتعامل مع المصالح الحكومية، لكن الأمر سيأخذ الكثير من الوقت والمجهود للقضاء على معاناة المواطنين. أما رضا السيد أحمد، مراقب حسابات بسنترال المنشية، فيرى أن ما يقدم من خدمات جماهيرية عبر شبكة الإنترنت يتعرض لمشاكل عديدة نتيجة عدم ثقة المواطن فى الحصول على الخدمات الحكومية عبر الشبكة الدولية للمعلومات ومثال ذلك استخدام الكمبيوتر فى سداد فاتورة التليفون . فرغم أن الخدمة تقدم كاملة من خلال الإنترنت فإن البعض يصر على الاصطفاف فى طوابير لا تنتهى. ويوضح أحمد محمد صالح، مدير عام الشهر العقارى بالمحافظة، أن كثرة وطول الروتين داخل مكاتب الشهر العقارى هو نظام مركزى مطبق فى جميع مكاتب «المصلحة» على مستوى الجمهورية، لأن كثرة عدد المترددين طالبى الخدمة مع ضيق المكان وقلة عدد الموظفين يأخذ وقتا طويل نسبيا ويتسبب فى حدوث بعض المشاكل بين المواطن والموظف، نافيا سوء معاملة الموظفين للجمهور. وأكد اللواء شريف رشدى، رئيس حى المنتزه، أهمية تيسير الإجراءات والقضاء على الروتين داخل المصالح الحكومية لتخفيف العبء عن المواطن وقال إن الكمبيوتر ليس هو الحل، ولا يمكن تصور أنه بمجرد إدخاله إلى جهة حكومية سوف تحل المشاكل فالخدمة المقدمة تمر بعدة مراحل لأدائها على أكمل وجه، وقد تقل أو تطول الفترات الزمنية طبقاً لطبيعة الخدمة فمثلا عند استخراج رخصة بناء لعقار لابد من إجراءات دقيقة ولوائح وقوانين لابد أن يلتزم بها الجميع.
