قالت شبكة أخبار «سي بي إس» الأمريكية إن الإدارة الأمريكية فوجئت بضراوة الهجمة على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا، لافتة إلى أن الهجوم حدث أيضًا يوم 11 سبتمبر، وأنه من المحتمل اندلاع مظاهرات عنف في بعض الدول المسلمة عقب صلاة الجمعة. وأضافت أن عددا من الدول العربية شهد التظاهرات الغاضبة التي اندلعت بسبب فيديو معادٍ للإسلام، ومنها مصر واليمن، موضحة أن المسؤولين يعتقدون أن مسلحين متطرفين نجحوا في السيطرة على تظاهرة مماثلة في بنغازي، حيث قتل السفير الأمريكي وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين، بالإضافة إلى عدد من رجال الأمن الليبيين. ونقلت عن وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية قولها إن الإخوان المسلمين دعت لتظاهرات عقب صلاة الجمعة، كما فعلت السلطات في إيران وغزة، مضيفة أن التظاهرات متوقعة في بغداد والبصرة بالعراق، بالإضافة إلى عمان، بينما شددت السلطات الإسرائيلية من الحالة الأمنية تحسبًا لأي تظاهرات عقب صلاة الجمعة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية «ليس لها أي علاقة بالفيديو، كما إنها ترفض رسالته ومحتواه»، وذلك قبيل لقاء مع وزير الخارجية المغربي. وأضافت أنها تعتبر الفيديو بشكل شخصي «مقزز ومذموم، ويبدو أن هدفه سيء، وهو الحط من دين عظيم وتأجيج الغضب». من جانبها، أوضحت «سي بي إس» نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أنه يشتبه في قيام مجموعة إسلامية متشددة تدعى «أنصار الشريعة» بالهجوم على قنصلية بنغازي، وتعتبر أحد فروع تنظيم القاعدة. وأضافت أن المسؤولين أكدوا أنه لم يكن هناك أي تحذير مسبق من المخابرات بشأن التهديدات المحتملة في ليبيا، حتى مع اقتراب الذكرى الحادية عشر لهجمات 11 سبتمبر. وقالت إن السلطات الليبية «اعتقلت عددًا غير معلوم من الميليشيات المشتبه في ضلوعها بالهجوم وراقبت آخرين عن كثب للتأكد من عدم ارتباطهم بالجماعة المتشددة»، مشيرة إلى أن هناك اعتقاد عام بأن الميليشيا التي اعتدت على قنصلية بنغازي قامت بذلك بشكل منفصل عن المحتجين على الفيلم المسيء، ولكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق بالغ بشأن استغلال المتشددين المسلحين للتظاهرات السلمية الجمعة، لتكرار عملية الهجوم على أكثر من سفارة أمريكية في عدة دول. وأشارت إلى أنه من المستحيل نظريًا توقع الوقت الذي تتجمع فيه الحشود في تظاهرات لتتحول إلى أحداث عنف، فإشعال غضب الجموع وتحريكهم قد يستغرق دقيقة فقط، خاصة في بلاد مثل مصر وليبيا، بعد إسقاط النظام الاستبدادي الحاكم وعدم إحلاله بإطار مؤسسي جديد، وهنا يسود «الفوضى وعدم النظام»، على حد قول جون نيجروبونت، السفير الأمريكي المتقاعد. ولفت التقرير إلى أن بعثات الولاياتالمتحدة حول العالم أصدرت تحذيرات للأمريكيين بشأن تظاهرات يحتمل أن تتحول إلى أحداث عنف، وأعلنت أكثر من 50 سفارة وقنصلية إنذارات بنفس المحتوى منذ الأربعاء الماضي.